الرّبيع الغائب
الشاعر: البشير المشرقي/ تونس |
سلام
على الوقت مهما فعل
ومهما
الأسى في فؤادي اشتعل
ومهما
البعاد أثار شجونا
وبدّد
فينا شعور الأمل
ومهما
الحرائق لم تنتظرنا
وأضرمت
النّار قبل الأجل!
سلام
على الوقت، قلبي حزين
وليل
المواجع في الرّوح حلّ
وماذا أرجّي وهذا شتاتي
وهذا
رماد ربيع رحل؟
إلى
الله أشكو أفول نجومي
ووزرا
من الحزن لا يحتمل
أنا
الغصن قد جرّدته الرّياح
وأذبله
الجدب في المقتبل
أنا
اللّحن منحبسا في شفاهي
أنا
كلّ نجم جميل أفل
حنانيك
يا زمن الوصل عد لي
أعد
لي ربيعا بأبهى الحلل
أضعته
يا ويح قلبي المُعنّى
تولّى
بكلّ المنى والقبل!
أأبقى
هنا في اغترابي وحيدا
يطاردني
اللّيل إمّا نزل
ولا
نجم يؤنسني في اغترابي
ولا
طير يشدو نشيد الغزل؟
رحلت
بعيدا وما كنت أدري
بأنّ
النّوى ستكون البدل
وأنّي
سأشتاق للدّوح يوما
كما
اشْتاقَ غصنٌ لمزن هطل
وأبكي
على رائحات الثواني
وألمح
في الحلم فجرا أطل
كذاك
تمرّ بيَ الذّكريات
ولا
النّجم وافى ولا الفجر هل!
سأبقى
على العهد ما دمت حيّا
وإن
قطّع البين حبل الأمل
وأرجع
للدّوح بعد غياب
ألوذ
به في ليالي الملل
وألقى
الأحبّة، ألقى شذاهم
وأسكنهم
في سواد المقل
وألمحهم
كطيور تناغت
وقلبي
بدفء اللّقاء احتفل!
البشير
المشرقي/ تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يتم نشر التعليق بعد المراجعة