في ذكرى وفاة بورقيبة، عزّ الدّين الشابّي/ تونس

لا نْـمرّغُـو جْـباه فــي لَـرض

الشاعر: عزّ الدين الشابّي يلقي قصيده أمام بورقيبة

تقديم:

في أواخر السبعينات اتّهمتُ الحبيب بورقيبة بأنّه يمارس الحكم الفردي اللاّديمقراطي في قصيدة باللّغة الفرنسيّة.  فاستدعاني وتوجّست منه خيفة، ولكن فاجأني بشكره لي وأعطاني درسا في كيفيّة ممارسة الدّيمقراطية الحقّ. ولمّا أقنعني، ارتجلت له أوّل قصيد قدّمته أمامه. أنشره لكم لأوّل مرّة. ورغم جرأتي فقد أعجبه وسأقدّم لكم لاحقا آخر قصيد قدّمته للرئيس يوم 15 أكتوبر 1987 أي قبل عزله بأقلّ من شهر.

لا نْـمرّغُـو جْـباه فــي لَـرض ولا نـوقـفـو فـي دروج حـاكـم

ولا نـشــوّهـو جـاه ولا عـــرض ولا انـطـبّـصـو للـقــمــاقـم

ونـــفــدوك بــالـمـال والنـَّبـض والـــرّوح تـــبـقـى فـداكـم

ونــــعــطـوك بالطّـول والعرض لـــمـــان وديــما مـعــاكـم

وكــلامـنـا نــقــولوه فــــرض فـي وجـهـكم وفـي قــفـاكـم

وانــحـــوّلـو قــبـولـنـا رفــض لا جـا الــغـوش من قــداكـم

بـاريـــك مـالــظـّلم والغرض وقـمع الـبـولـيـس والـمـحاكـم

الحـكـم لا جــاه لا حـــــــظّ لا شـان يــزيد فـي عـلاكـــــم

والحكـــم لا هـزّ لا نـــــفــضّ ولا راي يمــــشي بهـــواكــــم

لا نصــب لا رفـــع لا خــفـــض لا جــزم جــاي من وراكـــم

لا إرث لا مـــلــك لا وعـــــظ الـشَّـعــب مــشارك مــعاكـم

باريـك مالعجــز والــــــمـــرض والكــبــر وطول الـــتـّراكـم

من واجـب الـحـــكــــم الحفظ عل المصلحة من قــــداكــم

وثيقة الشَّعـب كـالقـــــــرض تـــرجًّع الـــدّين الي غــطاكـم

بلـخــلاص كلّ شي يتـــفـضّ والـــصـّدق يـثـبـّـت خــطاكـم

عزّ الدين الشّابي/ تونس