عبد المجيد يوسف/ تونس |
أطرد العيد
هذا الصباح... صباح العيد
والبيت في عمق السكون
استيقظت على طرقتين...
لم أتبيّن مصدرهما... لعله الباب
لا... لم تكن الريح
ففي هذا الفصل هي تخبّئ أنفاسها
بين أعواد القصب
لموسم الخريف،
ولم يكن الموت
فاليوم عيد، وهو يرسل أعوانه بعيدا
عن هذا الحي الهادئ النظيف
يركّز كلّ شغله
على الأحياء الفقيرة حيث تتكدّس القمامة
ويرتع البعوض
وعلى المستشفيات فاقدة الأوكسجين
ولا بدّ من تنظيم الطوابير
واستقبال الموتى وفحص جوازاتهم وتنظيم عبورهم
وإلا فأين يذهبون؟
من الطارق إذن؟
آه ! إنه الجزّار إبراهيم
-عيدك سعيد أيها الجار
هل جهّزت
الخروف؟
-عذرا أيّها الجزار،
ليس لي ما أجزُر هذا الصباح
ربما أخطأت أنت الآخر الطريق
بقميصك الأبيض النّظيف
وعدتك المثيرة للبروق
ولا أتوقّع لك
وظيفة في هذا الحي
لم أسمع ثغاءً
في الشّرفات
ولم أر فرثا في الطريق
سر حينئذ إلى المستشفيات
فأنت ولا شك خبير بشؤون الرّوح
كن عونا هناك لعزرائيل
حتى لا يطول انتظار الواقفين
على عتبات السّماء.
عبد المجيد يوسف/ تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يتم نشر التعليق بعد المراجعة