جميع النّساء
جميع
النّساء اللّواتي
مررن
بدربي مرورا سريعا
وكلّ
اللّواتي وصلن إليّ اعتباطا وعفوا
ومن
جئن لهوا
ومن
جئن حقدا وغشّا وزورا
تعبن
كثيرا،
ومن
جئن صدفه
ومن
جئن رأفه
ومن
جئن طوعا وكرها وغدرا
ومن
جئن سرّا
ومن
جئن جهرا
وحتّى
اللّواتي
مررن
بدرب حياتي
مرورا
مثيرا
تعبن
كثيرا،
وكلّ
اللّواتي يغررن قصدا
ويغرين
عمدا
ويرسلن
شيطانهنّ إليّ
لمحقي
ودوسي
بعري
وجنس
وحتّى
اللّواتي اكتسحن العواطف
وجنّدن
للمحق كلّ العواصف
وخضن
غمار الحروب المبيده
بقوس
الشّفاه
ودرع
الجباه
ونبل
العيون ونار الخدود
ولغم
النّهود
وقرّرن
فتح الثّغور العصيّه
بسكّين
حبّ وسيف غرام
وفاس
هيام
ورفش
هوى متبدّ مغامر
ليمحقن
فيّ جميع المشاعر
بتهمة
أنّي غرّ وشاعر
أقول
يقينا
جميع
النّساء اللّواتي
مررن
بدرب حياتي
مرورا
خطيرا
تعبن
كثيرا.
أقرّ
بأنّ جميع النّساء اللّواتي
مررن
بدرب حياتي
مرورا
طويلا
وحتّى
اللّواتي مررن بدربي
مرورا
قصيرا
تعبن
كثيرا كثيرا.
وأكثر
منهنّ أنت
لأنّي
إذا ما أردت اختيار فتاتي
جعلت
النّساء تمرّ أمامي وخلفي
لأبحث
عنك
لعلّي
أراك بخصلة شعر شرود
عنود
لعلّي
أراك وراء بريق يشعّ أمامي
على
طول سالف
وفي
عرض قصّه
وشعر
مجازف
تحدّى
ليمنحني بعض فرصه
وأقنع
نفسي بأنّي أراك
بطيّ
ظفيره
وألمس
شعرا عصيّا يمانع
أخالك
فيه
فأدخل
فيه
لأبحث
عنك
وأخشى
احتراق الأصابع منك
وأرفض
أن تستبيح الأيادي
سنابل
قمح
وليل
بلا قمر ونجوم
على
كتفيك.
ويسحب
منّي الخيال خيالا
يروم
التّشكّل في طيف رسمك
يريد
التّقمّص في شكل جسمك
أكاد
أناديه في الحال باسمك
ويسرق
منّي الذّهان التّصوّر
وأخبو
وأبتر
وأفنى
وأنهار خلف ستار
تصدّع
من هول ما أتذكّر
كبلّور
نافذة يتكسّر
كحلم
جميل جميل تبخّر
وأبقى
كمن خدّرته المرايا
بنصف
الرّواية.
ومن
أجل عطرك أنت
عرفت
عطور النّساء جميعا
حفظت
عطور النّساء جميعا
تسلّقت
أعلى الجبال الشّهيقه
لأجمع
من كلّ حدب
وصوب
جميع
الحشائش
وأوراق
كلّ الشّجيرات فيها
وأزرع
من كلّ عشب بذورا
وأصنع
من ذي وذاك عطورا
لعلّي
أوفّق في صنع عطر
جديد
جديد
وأختار
للنّدّ ندّا وعودا
كعطرك
أنت الوحيد الفريد
يكون
هو العطر
عطرك
أنت.
ولو
أنّ بعض النّساء اهتدين
لعطرك
أنت
وحاولن
تقليد عطرك أنت
لجابهن
خيبة تقليد عطرك
فعطرك
أنت عليك فريد
وعطرك
أنت قليل الوجود
ولا
يتضوّع عطرك أنت
على
جسم أخرى
وعطرك
أنت لجسمك أنت
وجسمك
أنت لعطرك أنت
وعطرك
أنت بدون شبيه
لانك
لا تملكين شبيها
ولا
العطر يملك أيضا شبيها.
ومن
أجل عينيك كنت أطوف
بلون
أراه بعيني فتاة
كعينيك
أنت
وأبحر
في شكل كلّ العيون
الّتي
تستجيب لشكل رأيته يوما لديك
ولون
رأيته يوما لديك
وفي
مهرجان العيون أتيه
لأبحث
عنك
ومن
أجل صوتك أنت
سمعت
جميع النّساء
وحادثتهنّ
كثيرا كثيرا
لأبحث
عن نبرة
قد
تكون كنبرة صوت
سمعته
منك
إذا
كنت أنت.
ولو
كنت أعلم
علم
اليقين بأنّك أنت
لأوقفت
بحثي
وجئت
إليك بكلّ عقوقي
وطيشي
وخبثي
وجبني
وكلّ جنوني
لأسكن
فيك بكلّ غبائي
وكلّ
ذكائي
وكلّ
يقيني.
عزّ
الدّين الشابّي/ تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يتم نشر التعليق بعد المراجعة