الشاعر: بدوي الجبل
دنيا
من النور، خالقة
للشاعر
بدوي الجبل
من نعمياتك
لي ألف منوّعة
وكلّ واحدة
دنيا من النور
رفعتني
بجناحي قدرة وهوى
لعالم من
رؤى عينيك مسحور
تعبّ من
حسنه عيني فإن سكرت
أغفت على
سندسيّ من أساطير
أخادع
النّوم إشفاقا على حلم
حان على
الشفة اللمياء مخمور
وزار طيفك
أجفاني فعطّرها
يا للطيوف
الغريرات المعاطير
طيوبها في
زيارات الرؤى نزلت
من مقلتيّ
على أصفى القوارير
كأنّ همسك
في ريّاه وشوشة
دار النسيم
بها بين الأزاهير
تندى
البراءة فيه فهو منسكب
من لغو طفل ومن تغريد عصفور
رشفت صوتك
في قلبي معتّقة
لم تعتصر وضياء
غير منظور
لو كنت في
جنّة الفردوس واحدة
من حورها
لتجلىّ الله للحور
خلقتني من
صبابات مدلّهة
ظمأى الحنين
إلى دلّ وتغرير
فكيف أغفلت
قلبي من تجلّده
لمّا تولّيت
أبداعي وتصويري؟
وكيف تشكين
من حبّي غوايته
وأنت كوّنت
تفكيري وتعبيري
وهل تريدين
روحي هدأة وونى
فكيف أنشأت
روحي من أعاصير؟
ألفت نفسي
على ما صغت جوهرها
يا غربتي
عند تحويري وتغييري!
***
كبّرت
للطلعة النشوى أسبّحها
أكان لله أم
للحسن تكبيري
يا طفلة الروح:
حبّات القلوب فدى
ذنب لحسنك
عند الله مغفور
آثامك
الخفرات البيض لو جليت
لطور موسى
لندّت ذروة الطور
كأنّها
أقحوانات منضّرة
بمخضب عبق
الريحان ممطرة
يا نجمة
تختفي حينا وتشرق لي
حينا أفانين
تعريف وتنكير
لقد هجرت
أخاك الفجر وانتبهت
شمس الصباح
على أنّات مهجور
من موطن النّور
هذا الحسن أعرفه
حلو الشمائل
قدسيّ الأسارير
ففي السماء
على مطلول زرقتها
أرى مساحب
ذيل منك مجرور
***
لا تجزعي من
مقادير مخبّأة
حنا يدلّلنا
ظلم المقادير
عندي كنوز
حنان لا نفاد لها
أنهبتها كلّ
مظلوم ومقهور
أعطي بذلّة
محروم فوا لهفي
لسائل يغدق
النعماء منهور
جواهري في
العبير السكب مغفية
من الونى
بعد تغليس وتهجير
تاهت عن
العنق الهاني فأرشدها
إلى سناه حنين النور للنور.
الشاعر بدوي الجبل، محمد سليمان الأحمد (1903 - 19 أغسطس 1981) الملقب ببدوي الجبل، شاعر وسياسي سوري ولد في قرية ديفة في محافظة اللاذقية، سوريا، وأحد أعلام الشعر العربي في القرن العشرين.