‏إظهار الرسائل ذات التسميات محمّد صوالحة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات محمّد صوالحة. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 17 أغسطس 2020

محمّد صوالحة يحاور الشاعرة لودي شمس الدّين

الشاعر: محمّد صوالحة/ الأردن
حوار محمد صوالحة مع الشّاعرة اللبنانيّة لودي شمس الدّين
الشاعرة: لودي شمس الدّين/ لبنان


ضيفتنا شاعرة لبنانية بعمر الورد استطاعت أن تثبت وجودها بالسّاحة الثقافيّة والأدبيّة اللّبنانية رغم صغر سنّها... حين تقرأ قصائدها تشعر أنّك أمام لوحة فنّيّة جميلة زركشتها الألوان وعطرتها الأحاسيس وصدق العاطفة.
لها قاموسها الخاصّ وصورها الفنّية الخاصّة بها .
وأنت تقرأ لها تحسّ بصدقها... بصدق عاطفتها وتدفّق مشاعرها.
حين تقرأ لها تأخذك بكلماتها إلى حيث الخيال المحلق وتجبرك على تأمّل كلماتها.
الشاعرة والمثقّفة اللّبنانية لودي شمس الدّين هي ابنة الجنوب... ابنة البطولة والمقاومة والصّمود ابنة الأرض الخصبة المعطاءة أخت البحر... والتّاريخ والحضارة... لِنَبْقَ مع الشّاعرة لودي شمس الدّين. صاحبة ديوان (ساكن الكلمات)
** هل يمكن للقارئ أن يتعرّف على هويّة الأديبة لودي شمس الدّين؟
- إنّني شاعرة جنوبيّة لبنانيّة الهويّة عروبيّة الانتماء وهذا فخر بجذوري وفي قلبي محبَّة لكلّ أبناء وطني وأبناء الوطن العربي.

** هل يمكن أن نتعرف على علاقة ضيفتنا مع الكتاب؟ وماذا تقرائين؟
- بالطبع لديّ بعض العلاقات الجيّدة والجميلة مع بعض الكتّاب، أقرأ للدّكتور والشّاعر الكبير محمّد علي شمس الدين، بابلو نيرودا، خايمي سابينس، سيلفيا بلاث، آرثور رامبو، فيديريكو لوركا، بول إيلوار، الأخطل الصغير...

** المتابع لكتابات الأديبة الشابّة يلاحظ تمتّعها بموهبة عالية بالرسم بالكلمات، وهنا السؤال سيكون مباشر كيف تتعاملين مع القصيدة، وكيف تصطادين الصّورة الفنّية الخاصّة بك؟
- حقيقة أتعامل مع القصيدة كأنّها طفلتي أي أحبّها قبل ولادتها، أثناء ولادتها وبعد ولادتها أضمّها بقوّة لقلبي، إضافة إلى أنّ مرايا قصائدي هي من الطّبيعة فصوري الفنّية أكثرها مستوحاة منها .

** وأيضاً المتابع لكتابات لودي يلاحظ أنّ محور كتاباتها في أغلب النّصوص وعلى الأقلّ ما أسعفني الحظّ بقراءته ثابت، وهو الأمّ فماذا تعني لك الأمّ، وكيف تتعاملين معها وماذا يعني ابتعادك عنها؟
 -الأمّ هي آية من الحنان وسورة أولى للأمان،
الأمّ هي المحبوبة، الصديقة، الرسولة، الفراشة الذهبيّة وصورة قدسيّة عن جمال الله وكرمه.
وبشكل خاصّ أمّي هي حبيبتي ورفيقتي،
كان ومازال جلدها الياسميني فستاني الأجمل،
وعيناها الخضراوان مدادي الأعذب، وأصابعها الدّافئة أقراص من الشّمس بين كفّي...
كلّ تفصيل من تفاصيل أمّي يلهمني لكتابة آلاف القصائد لها.
حتما كلامي عن الأمّ لا ينتهي، لا أتمكّن من أن أصف ربَّة قلبي ووالدة عمري.

** أتحدث السماء والبحر بذات اللون، فماذا يعني لك البحر وبماذا يوحي لك؟
-البحر محبوبي وصديقي، ألجأ إليه وأجالسه دائما.
أحبّ تفاصيله كزبده، صوت موجه، ومحاره...
بإمكاني أن أجلس لساعات عديدة وأنا أتأمّله بكلّ حالاته، فمثلا كيف تنزل الشّمس كطفلةٍ من السّماء لتستحمّ بمائه وكيف يحاول بأن يقبض على القمر بأطراف أصابعه.
وحقيقة كتبت العديد من القصائد وأنا برفقته. وهو يوحي لي بجمال الخالق وإبداعه في نحته كلوحة فنية للطبيعة.

** بيروت... المدينة الّتي زنارها البحر... وتحرسها الجبال، كيف تنظرين إليها؟
- بيروت هي كعبة الله الخضراء، نعناعة الحرّيّة، وفيروزة الهوى وأرزة السّماء الخجولة.
وهي كالآلهة يُصلَّى لكلّ وردة فيها،
لِكُلِّ طير، لِكُلِّ فراشة، وكُلِّ سنبلةٍ...

** من خلال متابعة الأديبة لودي يلاحظ القارئ أنّك مطالعة للأدب الغربي فما مدى تأثّرك به؟ وفي الأدب العربي لمن تقرأ الأديبة المبدعة؟
- نعم، أطالع بشكل مكثّف الأدب الغربي، لأنّه له لونه الخاصّ وجماله الخاصّ، فمثلا هناك العديد من الشعراء الغربيين يدهشوني بصورهم الفنّية للقصيدة وحتى بالبناء المميّز والمتفرّد لها.
فعلاً، أشعر برقصات الفراشات ورعشات الورد وارتباك الغيم داخل قصائدهم.
وبالطبع أقرأ في الأدب العربي للشاعر الكبير محمد علي شمس الدين، أنسي الحاج، نزار قباني، سميح القاسم، محمود درويش...

** يلاحظ أيضا ارتباطك بالألوان الأزرق والأبيض والأخضر وتناغم في الكلمات فما علاقة لودي بالفنّ التشكيلي وما علاقتها بالموسيقى؟ لماذا تركّز لودي على المحيط حيث تبدأ منه ثمّ تعود للمحور لتظهر فكرة النصّ أو محوره من خلال محيطه؟
- حقيقة أحبّ أن أُمهَّد صورة فنّية صغيرة للموضوع الأساسي للقصيدة. وكما ذكرت أحبّ أن أصبغ قصائدي بالألوان. أعتبر الكلمات بحاجة للألوان الّتي تشير للحياة والأمل كالأزرق لون السماء والبحر، والأخضر الّذي هو رداء الطبيعة.

** أنت التحقت بموقع التواصل الاجتماعي منذ منتصف العام 2016 وكان نشرك قليلا وفي العام 2016 لم تنشري أيّت من نصوصك... وفي أواخر العام 2017 بدأت بنشر نصوصك على هذا الموقع وبدأ القارئ بالتعرّف على كتاباتك الّتي كانت قصيرة جدّا. وفي العام 2018 بدأت نشر قصائدك النثريّة وبشكل مستمرّ. لماذا هذا الفاصل الزمني بين البداية في التعامل مع موقع التواصل الاجتماعي وبين نشر نصوصك الإبداعيّة... وماذا قدّم لك هذا الموقع وماذا يعني لك القارئ؟
- حقيقة في عام 2016 لم أعطِ اهتماما كبيرا لمواقع التواصل الاجتماعي ولم أنشر إلاّ بشكل قليل واكتشف موهبتي الشعريّة الشاعر الكبير محمد علي شمس الدّين ولكن كنت أكتب من عمر الرابعة عشر.
وفي عام 2017 بدأت بالنّشر مقاطع قصيرة من القصائد هذا ما فضّلته طبعًا. أمّا في عام 2018 فبدأت نشر قصائدي بشكل مستمرّ بعد إصداري لديواني الأول "ساكن الكلمات".
ولقد عرّفني هذا الموقع على العديد من الشّعراء المبدعين وعرّف القارئ والشّعراء علي.
والقارئ يعني لي جدّا، تهمّني قراءته العميقة والقيّمة لقصائدي، فسعادتي بالقصيدة جزء كبير منها تكون من سعادة القارئ وحبّه للقصيدة.

**كتبت الشاعرة لودي في الحبّ وكانت لديها الجرأة الكافية الّتي تغيب عن كثير من الكتّاب والكاتبات، فماذا يعني لك الحب؟
- الحبّ هو الحياة لا يمكن أن نحيا بدون الحبّ، والموت والذّوبان المطلق بالمحبوب هو الحياة،
والحبّ كما الشّعر لصيق بلحمي وجلدي، فكيف أفصل ذاتي عنّي؟

**هل كلّ ما يكتبه الكاتب يعني شخصه أم أنّه قد يكتب بكلّ المواضيع والأفكار دون أن تعنيه؟
- بالطبع، نحن نكتب ما نعيش وما نحسّ.
الشّعر هو ما نعيشه يوميا سواء على الصعيد العامّ أو على الصعيد الشخصي.

**عند الاطّلاع على متصفّحك في موقع التواصل الاجتماعي نجد النّصّ الأوّل المكتوب هو نصيحة مهمّة ليت الجميع يعيها وكانت تتعلّق بالأمّ الحسين وأنّه لا يعني الشّيعة أو السّنّة وإنّما يعني الجميع لأنّه وهج ثورة.
فلماذا كان هذا النصّ هو الأوّل ولم تعرّفي على نفسك كأديبة وشاعرة قادمة؟.
- قدوتنا الإمام الحُسَيْن والأئمة والرسل أجمعهم. {لا ملجأ من الله إلاّ إليه}
فالإنسان ليس له سوى ربّه فهو العليم والحكيم والبصير والرّحيم.
لذا أحيانا ألجأ أيضا إلى نشر الآيات القرآنية والإصغاء للأدعية.

 حاورها/ محمّد صوالحة/ الأردن

من نصوص الشاعرة لودي شمس الدّين
*************************************************
يبتعد الموت عنّي كُلَّما اقتربت منك

أستلقي على حافةِ القمر وأقضُم شفتي السماء...
قميصٌ من السحاب الأرجواني يُهدّئ ارتجاف صدري...
ورذاذٌ حليبي يتساقط على شعري الكستنائي...
رائحته برائحة أشجار السنديان الرطِبة...
حبيبي...
تهتَزّ كلّ خلِيّة في جسدي والفضاء الزرقاوي...
كُلَّما سمعت ألحان أنفاسكَ الدافئة...
تُخفِّف من تورُّم الجحيم في مُقلتيّ المُتعبة...
كُلَّما دلَّكتهما برمشيكَ الطويلة والكثيفة...
وتُحرِّك الهواء الفضِّي بخفَّةٍ حول سُرَّتي بقبلاتك البطيئة...
الفجر يشرب دموع الناي...
ثغر البحر يُغنِّي لك...
وأصابع الشجر تُدغدِغ أجنحة الطيور...
حبيبي...
يبتعد الموت عنّي كُلَّما اقتربت منك...
هناك غيمة بنفسجية عالِقة فوق بطنك...
سأعكسها على مرآتي ليبتلِعها الزجاج...
وهناك خيلٌ حِنطاوي فوق فخذيك...
يهوى الرقص على عُشبِ أردافي الناعمة...
فحينما أحببْتُكَ...
صلّيتُ لقدميكَ وعصرتُ أنفاسي فوقها بهدوءٍ...
لأُعظم وجود الكون في هذا العالم الرمادي...
حينَما أحببْتُكَ...
أولَدت فيّ ألف طفلة...
وأنقذت داخلي مائة امرأة كانت ترغب بالانتحار...
الشاعرة: لودي شمس الدّين/ لبنان


السبت، 11 يوليو 2020

أسئلة مشروعة برواية "خلق إنسانا" للروائيّة عنان رضا المحروس، بقلم: محمد صوالحة/ الأردن


 

أسئلة مشروعة برواية "خلق إنسانا" للروائيّة عنان رضا المحروس،
 بقلم: محمد صوالحة/ الأردن

 في البداية وقبل الحديث عن أيّ شيء فأنا لست ناقدا، ولا أقترب من هذا المجال، فالنقد درب وعر ولا يسلكه إلاّ من كان عارفا بخفايا هذا الدرب عالما بتعرّجاته. ولكنّي هنا أطرح وجهة نظري الشخصيّة بعد قراءات متعدّدة لرواية خلق إنسانا للروائيّة والقاصّة عنان رضا المحروس 
ففي البداية وعند الإمساك بالرواية وقبل الولوج إليها يلفت انتباهك العنوان ( خُلق إنسانا ) "شزوفرينا".
وهنا تبدأ غيمة الأسئلة بالهطول حيث نبدأ بالسؤال.
 من هو الانسان؟ وهل الإنسانية صفة تتعلّق بالبشر أم هي صفة قد تتمتّع بها المخلوقات وإن كانت مبنية على مواقف ودرجات متفاوتة؟
وإن كانت تتعلّق بالكائن البشري لِم لم تقل خلق بشرا أو أدميا؟
أم ترى الإنسانيّة نعمة يختصّ بها الله من يشاء من مخلوقاته؟
ثمّ يطل السؤال الثاني قبل معرفة ما تحمله الرّواية من أحداث ويتعلق السؤال الثاني بالفصام "الشزوفرينيا " وهل هي حالة مرضية نفسية... ما هي أعراضها؟ وكيف لي أن أعرف إن كنت ككائن بشري أو إنسانا مصابا بالفصام؟ وما علاقة الفصام بالانسان؟ هل هي علاقة مع الأدميّ أو الكائن البشري ، وهل من علاج لهذا المرض أو هذه الحال؟
 يغرينا العنوان للولوج إلى عالم الرّواية فنجد آدم بانتظارنا وهو في سنّ الأربعين يكتب مذكّراته أو يستعيدها... لننطلق معه من البدايات حيث كان يعيش بأسرة أو عائلة مفكّكة يجمعها سقف، فهناك زوجة بغاية القسوة وعلى خلاف طبيعة المرأة أو الأمّ الّتي تملك قلبا رحيما حنونا فنجدها تتعامل بمنتهى العنف من الصّغار بدءا من الطعام للتعامل بالضرب والحرمان من أبسط حقوق الطفل ألا وهو اللعب، مرأة تبحث عن المال بأيّ وسيلة كانت ومهما كانت، يشارك آدم في هذا البيت الذميم والجائع، هذا البيت الذي يقطنه وحوش طفلان آخران ذكر وأنثى، تستمرّ الأحداث ونستمرّ بقراءة ما يدوّنه أدم في مذكّراته حتّى تراوده من كان يعتقدها أخته أو شقيقته سلمى عن نفسها لنكتشف أنّها ابنة ليل، أرخصت جسدها فتناولته القطط وما زالت تتناوله، ليتركه آدم وتستمرّ الحالة حتّى يقابل الباشا في الطريق ويعرض عليه أن يقضي معه يوما بالمقابل، ويلتقي آدم بصديقه في الحديقة ليحدثه بما جرى فيقدم له النّصيحة بعدم التعامل مع هذه الشخصيّة القذرة، والّتي يجعلها المال تفعل ما تشاء دون رقيب أو حسيب، ويذهب آدم اليه. ليحدث ما يحدث بين آدم والباشا.
وبعد الانتهاء من هذا الفصل تهب عاصفة الأسئلة من جديد؟
من هي تلك المرأة ( بهيّة ) الّتي جمعت الأطفال في بيتها؟ ليكونوا تجارتها الرابحة من هم ذوي أدم الحقيقين؟
ما الّذي قاد زوج بهيّة للرّضوخ لها والاستسلام لما تشتهي دون أيّ اعتراض؟
هل الفساد فقط في الطبقة الغنيّة أم كلّ طبقات المجتمع شريكة بالفساد؟
كيف كان حال آدم وهو يدون مذكّراته في ذكرى ميلاده الأربعين؟.
هل كان آدم بكامل وعيه وهو يسرد تلك الأحداث؟.
 هل كانت الحرب هي السّبب في الحالة الّتي وصل لها لبنان وهذه الحالة من الفساد المجتمعي بكلّ طبقاته ؟.
هل الفصام حالة أصابت مجتمعا كاملا أم توقّفت عند أشخاص؟.
 وهنا أجدني أعود لبدايات خلق إنسانا حيث البيت الصغير والحقير الّذي جمع بهيّة وزوجها وآدم وسلمى الّتي كان يعلم أنّها شقيقته حتّى كانت المفاجأة له ولنا حين راودته عن نفسها.
وبهيّة الّتي تخلّت عن كلّ مشاعر الإنسانيّة في سبيل الحصول على المال حتّى لو كان على حساب الأطفال وجسد الصبية سلمى.
 وهنا يأتي السؤال :
 أيّ جيل سيتخرّج من هذه البيئة الّتي كانت في واقع الأمر تعاني فصاما شديدا؟.
هؤلاء الأطفال ماذا سيقدّمون لأنفسهم ولبيئتهم؟ .
 أيّ ظلم مارسته الحياة عليهم اذا جعلتهم من مسؤولية بهية في ظل غياب الدولة؟ .
بهيّة الّتي أهملت زوجها وبيتها حتّى مات هل كانت راضية عن نفسها مطمئنّ قلبها؟.
 مات زوج بهيّة فهل كانت نهايتة راحة له؟.
وعنده نقف قليلا ونتمعّن هذه الأسئلة الّتي تثيرها شخصية زوج بهيّة.
 ** أيّ نوع من الرّجال هو؟.
**لماذا رضي بتصرّفات بهيّة؟، 
**هل خاف التشرّد والضياع؟ وهل من ضياع أكثر ممّا هو فيه؟ وهل يستحقّ أن يقال عنه رجل؟.
 
ونبقى في نفس البيت وسلمى وآدم الّذين ربّتهم بهيّة وزوجها لماذا راودت آدم عن نفسه وحاولت جرّه إلى الرذيلة؟
ولماذا امتنع آدم عنها بعد أن عرف أنّها ليست أخته؟
هل هي الأخلاق التي منعته؟ ، ومن أين أتته الأخلاق وقد اشترك بتربيته الشارع وبهيّة سيئة الخُلق؟.
 
فرّ آدم من البيت ووقف على الإشارات الضوئيّة يتسوّل المارّة، حتى زاره سوء الحظ في الوقت الّذي اعتقد أنّه شارف على الخلاص منه ليمرّ به الباشا ويغويه ويعرض عليه المال، فيذهب للحديقة ويقابل صديقة الّذي ينصحه بعدم الانجرار وراء المال، وحين اختلف مع آدم غادرة ولم يظهر من جديد؟
 وهنا نسأل: من هو هذا الصديق؟.
وإن كان يرمز له بالضمير الإنساني، فلماذا غاب كلّ هذا الغياب ولم يعد ليقدّم النصيحة وينذر النفس من العواقب؟ هل للضمير الإنساني أن يموت بالمطلق، ما قيمة الإنسان بلا ضمير؟.
ثمّ ننطلق ليتعرّف آدم على الشيخ الّذي يعلّمه ويربّيه فيحسن تربيته ويعامله معاملة الابن حتّى أكمل تعليمه، ويرحل لصيدا ليلتقي بحبّه والشيخ يلتقي بصديقه ويعملان معه في المطبعة أو دار النشر.
آدم أحبّ مريم ، ومريم عشقت آدم... وعلى اختلاف الروايات العربيّة الّتي في كثير من الأحيان تحول الظروف بين المحبّين وخاصّة إن اختلفا بالمعتقد أو الدّيانة ، تمّ الزواج .
ويذهب الشيخ برفقة والد مريم إلى الجبل ... ليتوفيا بحادث .
وهنا تأتي الأسئلة وتثور من جديد:
لماذا لم تفصح الروائيّة عن سبب ذاهبهما سويّا إلى الجبل؟
 ومن ثمّ توفيا سويّا، وجاء الدّور والرسالة الّتي حملتها الكاتبة على عاتقها وهي التعايش بحبّ وأمان مع من يختلف معنا دينيا أو طائفيا .
 
 
آدم ومريم في نهاية المطاف:
مريم تكتشف حقيقة آدم، كيف؟ وهل هي الصدفة الّتي قادتها لتتبعه وتكتشف أنّه نسخة مكرّرة أو محدثة عن الباشا.
هل كل أصحاب المال يسلكون نفس السلوك
آدم يسقط حمل مريم لأنّه لا يريد نسخة مكرّرة منه.
مريم تحقد على آدم وتخونه مع ابن عمّها الدكتور أيمن .
يتمّ إدخال آدم مستشفى الأمراض النّفسية والعصبية.
 الدكتور أيمن يسافر ويعرض على مريم السفر برفقته والخلاص من آدم برحيلها عنه؟ وتأتي جملة
الأسئلة الّتي نختم بها:
 لماذا خانت مريم آدم مع ابن عمها الّذي يبدو أنّه حاقد على آدم لأنّ مريم فضّلته عليه واختارته؟
 هل أرادت الانتقام من آدم لأنّه كان يخونها مع أخرى؟.
 هل سبب دخول آدم المستشفى مؤامرة بين الدكتور أيمن ومريم؟
هل كان آدم صادقا في كتابة مذكّراته وخصوصا أنّه كان بكامل وعيه؟.
لماذا بقيت مريم مع آدم هل لتقنع نفسها بأنّها وفيّة للعشرة وتخفّف من وجع الضمير بسبب خيانتها ، أم أنّها ما زالت تحبّ آدم وأرادت أن تطمئنّ عليه وتثبت لنفسها ولآدم والآخرين أنّها تحمل الوفاء والإخلاص .
 
هل مريم مصابة بالفصام ، لمَ لمْ يذكر آدم ذلك في مذكّراته؟.
هي مجرّد أسئلة استفزّتني وأنا أقرأ خلق إنسانا للروائية عنان محروس.
أسئلة تجبرني على إعادة قراءة الرواية من جديد للبحث عن إجابات، فقط ما أتمناه أن لا تعترضني
الأسئلة من جديد .
محمّد صوالحة/ الأردن

 


مرحبا بكم في مجالس الرّكن النيّر للإبداع

23-4-2020

Flag Counter

أصدقاء مجالس الرّكن النيّر

أبو أمين البجاوي إسماعيل هموني البشير المشرقي البو محفوظ العامريّة سعد الله الفاضل الكثيري أماني المبارك أميرة بن مبارك إيمان بن ابراهيم إيناس أصفري بدوي الجبل بسمة الصحراوي بشر شبيب جمال الدين بن خليفة جميلة القلعي جميلة بلطي عطوي حليمة بوعلاق خالد شوملي خير الدين الشابّي رائد محمد الحواري سعيدة باش طبجي سلوى البحري سليمان نحيلي سنيا مدوري سوف عبيد صابر الهزايمه صالح مورو صباح قدرية (صباح نور الصباح) صبيحة الوشتاتي صفيّة قم بن عبد الجليل عبد الأمير العبادي عبد الحكيم ربيعي عبد العزيز جويدة عبد الفتّاح الغربي عبد الله بن عيسى الموري عبد المجيد يوسف عدنان الغريري عزّ الدين الشّابّي عنان محروس غادة إبراهيم الحسيني فاطمة محمود سعدالله فردوس المذبوح فيروز يوسف فيصل الكردي كفاية عوجان لطفي السنوسي لطفي الشابّي لمياء العلوي لودي شمس الدّين ليلى الرحموني محمد القصاص محمّد الهادي الجزيري محمّد سلام جميعان محمّد صوالحة محمّد مامي محمّد مبروك برهومي محمد مبسوط مختار الماجري مراد الشابّي منى الفرجاني ميساء عوامرية ناصر رمضان ندى حطيط هندة السميراني وهيبة قويّة يوسف حسين