الشّاعر: عبد الأمير العبادي/ العراق |
طريقٌ إلى بنزرت
للشّاعر عبد الأمير العبادي/ العراق
أتظنُّ يا عابرَ خصالِ منحنياتِ
مدنِ
الخضارِ ورقّةِ النّساءِ
أنتَ الّذي
يوسّعُ المسافاتِ
تُصغّرُ
قدميكَ
لترى أنّكَ
تقتربُ لنقطةِ عبورٍ
تتركُ فيها
ضيمكَ المؤبّدَ
أو تبحثُ عن
التّسامحِ
في مدنكَ
المغطّاةِ بأوحالِ الهزائمِ
وتخاذلِ
أصدقائكَ الشّعراءِ.
أنا قادمٌ
جوّالٌ
لا شيءَ لديّ
سوى قربةِ ماءٍ
أو أحتفظُ
ببقايا من أجنحةِ
البلبلِ الّذي
أعدّتهُ تفاهةُ الرّيحِ
أو طمعُ
صقرٍ به
لي ثيمةٌ من
حكايا
قلتُ إنّها
صفقةٌ ربّما
تلقيني
خارجَ حدودِ منصّاتِ السّواحلِ
أو أتعلّمُ
نغماتٍ معطّرةً
بشجرةِ
اليوكالبتوس الّتي أعدمتْ
قربَ أنهارِ
الجنوبِ.
تأخذني أدوّنُ
أو أحفرُ لي
ذاكرةً صخريّةً
تؤومُ
عن انتصارٍ
أتتْ به صدفٌ
أو ألقتْ به
أدعيةُ الثّكالى
لأبناءِ
أرضٍ تقتلُ أرضها.
في البحرِ
الأبيضِ المتوسّطِ
ما زالتْ
أثوابُ الجندِ بيضاءَ
والطّلاءُ أبيضَ
وأنَّ
بنزرتَ تفتحُ كفّيها
تلتقطُ
أصواتاً يأتي بها
صخبُ الموجِ،
أما تعودينَ
يا بنزرتُ تفتحي
لنا دروباً
نكتبُ فيها
انتهاءَ
نكبتنا.
في بنزرتِ
تحدثُ المقارنةُ
بينَ نسوةِ
مرافئها
ذاتِ الشّفاهِ
المطليّةِ بالزّيتونِ
الساحليّ
وبينَ الشّفاهِ
ذاتِ الطّعمِ الفودكي
الفودكا الّتي
لا تتجمّدُ بالثّلجِ
السّيبيريّ
أو شفاهِ امرأةٍ
من الجنوبِ الخصيبي
الّذي تيبّسَ
بملحٍ لا تألفهُ مدنُ الدّنيا
لكنّها تزهو
بضفيرةٍ تلوّنتْ ببقايا
الحنّاءِ الّتي
افترستها حروبُ الطّغاةِ.
أظلُّ أبحثُ
عن مظلّةٍ
أو ناموسيّةٍ
لعلّني أرسمكِ
بريشتي أو أدوّنكِ
أجملَ نساءِ اللهِ.
الشاعر: عبد الأمير العبادي/ العراق