الشاعرة: سنيا مدوري/ تونس |
سَيِّدُ
التَّاجِ
معارضة لقصيدة "البردة" للإمام البوصيري في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم
مَوْءُودَةٌ
بَزَغَتْ كالنّجْمِ في الحُلُمِ
صَلَّتْ
لِنُورِ هُداكَ الآنَ في الحَرَمِ
طافَتْ
تَجُوبُ دِيَارَ القَوْمِ في ولَهٍ
نِعْمَ
الترابُ الّذي حيّاكَ منْ قِدَمِ
كمْ
خَبَّؤوهَا بِأَرْضٍ لا ذُنُوبَ لَها
كَمْ
أَخْرَسُوا قَلَمًا يا هيْبَةَ القَلَمِ
زَفَّتْ
خُطاهَا إِلَى الأضْوَاءِ رَاجيَةً
لُقْيا
حبيبٍ سَرَى كالحِسِّ فِي النَّغَمِ
لُقْيا
حبيبٍ يَراهُ القَلْبُ قَبْلَ عُيــُـــــــــو
نٍ
تائِقَاتٍ بِفَيْضِ الشّوْقِ والشَّبَمِ
عَفْوا
فَإِنِّي بِلاَ رَيْبٍ مُقَصِّرَةٌ
وَنُورُ
وَجْهِكَ قَهَّارٌ لِذِي العُتُمِ
مَنْ
كُلَّمَا شَفَتي طافتْ بأحْرُفِهِ
أسْرَتْ
يقينا بهِا أعْلى من القمَمِ
ناديتُ
يا بَلْسمًا للرّوحِ يُنْصفُها
عِنْدَ
الشَّدَائِدِ، عِنْدَ اليَأْسِ وَالألَمِ
النَّفْسُ
خَطّاءَةٌ فاغْفِرْ خطيئَتهَا
إِنّي
تَعِبْتُ وشَفَّ العَظْمُ مِنْ هَرَمِ
ذرْني
أطوّفُ في الأرْضينَ شَاعِرَةً
أُخْفِي
جُموحَ هَوًى يَعْصَى عَنِ الْكُتُمِ
كمْ
شهْوَةٍ طَفِقَتْ نفْسٌ تسايرُها
وكمْ
نَسيتُ صَلاةَ الْحَمْدِ للنِّعَمِ
اللَّهُ
يَعْلَمُ ما في القَلْبِ مِنْ شَغَفٍ
إِنْ
وَزَّعُوهُ عَلَى الأشمالِ تلْتَئِمِ
تلْكَ
التي نَزفَتْ من ضلْعها قَبَسًا
للنّور
أهْدَتْ ضياءً في دُجى الأمَمِ
نَادتْ
خديجةُ يا اللّهُ يا سَندي
ردّ
الصّدى "سَندٌ للنّاسِ كلّهِمِ"
قَلْبٌ
غدا وَطَنا لا شيءَ يشبهُهُ
ضمَّ
"الفريقين من عُرْبٍ ومن عَجَمِ"
يا
سيّدَ التّاجِ يا مَنْ بِتَّ تَحْرُسُهُمْ
في
جُبِّ غَفْلَتِهِمْ نامُوا وَلَمْ تَنَمِ
ورْدًا
زَرَعْتَ بصحْراءٍ مُضلِّلَةٍ
فانداحَ
غارٌ وفاضَ الرّملُ بالدِّيَمِ
كُلُّ
الصِّفَاتِ عَلى وَجْهٍ تُجَمّعُها
خِصْبٌ
تفتّحَ بالعنّابِ والكُرُمِ
أنْتَ
القِرَى سُكبتْ في كفِّ أوديَةٍ
كُلُّ
القُرَى شَرِبَتْ مِنْ حوضهِ الدَّسِمِ
كمْ
رافقَتْكَ سَمَاءُ اللّهِ في دَعَةٍ
مُذْ
كُنْتَ طفْلا، وسَارَ الظِلُّ في الغِيَمِ
أشْفَقْتَ
حينَ رأيْتَ الهَوْلَ أمثلَةً
وقُلْتَ
ربّي لقوْمي أستبيحُ دمي
عُشُّ
الحَمامِ حَمَى صِدّيقَكَمْ وحَكى
عنْ
بطْشِ أهْلٍ طَغَوْا، يا خَيْبَةَ الذّمَمِ
العنْكَبوتُ
بَكَتْ مِنْ نسْجِ أخْيِلَةٍ
كَمْ
علَّمَتْنا دُروسَ الصِّدقِ والكَرَمِ
بالصَّبْر
منْكَ سَمَتْ آياتُ خالقنا
تُعْلِي
البيانَ وتُهدي السّحْرَ للكَلِمِ
قالوا
نَجيءُ بِما يُلْغي فَصَاحَتَهُ
فَمَا
اسْتَطاعُوا بَيَانَ (النُّونِ) و(الْقَلَمِ)
ميمٌ
مَحبّةُ كُلِّ النّاسِ يُغْدقُها
قلْبٌ
بِحجْمِ مجرّاتٍ سَرَتْ بدَمِ
حاءٌ
حَمَدْتُ إلَهي واهبًا نِعَمَا
منْ
نورُ وجْهِ حَبيبٍ أجْمَلُ النِّعَمِ
ميمٌ
مواسِمُ أفراحٍ وأُمْنِيَةٌ
حُبٌّ
سَرَى بفؤادي وارتَوَى بدمي
دالٌ
دُروبُ رضا الرّحمانِ في سُنَنٍ
نَرجو
شفاعَتَهُ عِتْقًا منَ الضَّرَمِ
صلَّى
الإلهُ عَلَى المُخْتارِ ما انبجَسَتْ
شمْسٌ
عَلينا، تُنيرُ الدَّرْبَ في السُّدُمِ
سنيا مدوري/ تونس