الأربعاء، 29 يونيو 2022

ضوء تخبزه يداك... (2)، إسماعيل هموني/ المغرب

الشاعر: إسماعيل هموني/ المغرب
 

ضوء تخبزه يداك... (2)

غيهب الوقت لذّتي؛

أسوخ فيه؛ أحمل أقاصي هدأتي. إذا مسني ذعر فتحت خطوي ملاذا لظنوني.

يا بذور الزمان تريثي؛ ففي دمي يقين يعتلي عرائش الكون؛

كأنّي على طريق الشجون أمشي.

في طيني يرقات النّون تخطّها أساطير الجنون؛

من سراح إلى سراح أهزّ سراج النور  

ها أنا؛

اجترح صلصالي من سطوع الطيوب؛

أطلّ على جهاتي من جيوب

الأرض. أرضي دمي خطاها حرفي؛ أرسم خرائطها من شقوق الغياب.

أخلع ذاتي من ذاتي؛ كأنّي نقطة في كأس البدء.

أحرقت أسمائي في بحر عشقي؛

أسلمت مراياي لحدوس الصمت.

كن ذهولي في لغات العيون.

أنا الأسير؛

الذي أفلج الأرض نصفين: للسماء نصف طواه الغيب في كفي؛

ونصف بين الكاف والنون.

أسير أسيرا بين مرايا النعماء؛

أرى عطرك على صلصالي أوّل الخطو.

إسماعيل هموني/ المغرب

الثلاثاء، 28 يونيو 2022

الهامشيون في المقامات العربية وروايات الشطّار الإسبانية د. محمود طرشونة، بقلم عبد المجيد يوسف/ تونس

 


الهامشيون في المقامات العربية

وروايات الشطّار الإسبانية

د. محمود طرشونة (1)

 

تناول محمود طرشونة في كتابه هذا مسألة غلب عليها التناول الشوفيني شرقا وغربا هي مسألة العلاقة بين الشرق الإسلامي والغرب المسيحي في العصر الوسيط... فالعرب يمجّدون إسهامتهم في النهضة الغربية ويبرزون ما كان فيه الغرب من ظلام فرضته الكنيسة... والغرب يباهي بنهضته القائمة على العلم والتجريب وتحويل النظريات  واستثمارها لصالح الإنسان... هذا التناول المغلوط النائي عن التناول العلمي هو ما أبرزه أندري ميكال في مقدّمة الكتاب وهو يصف منهج محمود طرشونة: "...انطلق (المؤلف) من مبدإ أساسي في البحث قوامه أنّ الحضارات ليست مطالبة بتبرير أيّ شيء لأيّ كان فحسبها... أن تكون كما هي."

حرّرت هذه الأطروحة في الأصل بالفرنسية، أنجزها المؤلف بإشراف أندري ميكال في جامعة الصوربون بباريس سنة 1980 وصدرت بالفرنسيّة سنة 1982 وترجمت إلى الإسبانية وترجمها صاحبها إلى العربية وصدرت عن دار سيناترا وعن المركز الوطني للترجمة بتونس سنة 1982.

ومن العنوان تتوضح بعض مقاصد الكتابة من التعامل مع المدوّنة حيث جعل موضوع الأطروحة أحد مكوّنات المقامة دون غيرها هي شخصية المكدّى الهامشي كما جعله أحد مكوّنات قصص الشّطّار الإسبانية، الشيء الذي ينزع بالعمل نحو التفكيك المنهجي للمدونة.

ثمّ إنّ تركيبة العنوان الجامعة بواسطة العطف بين مكونات مشحونة بالمحمول الحضاري:

الهامشون      الشطار

- المقامات         قص البيكارسك

- العربية         الإسبانية

هذه التركيبة توجّه توقّعات القراءة نحو الدراسة المقارنة وتلوّن أفق الانتظار بالعناصر الفنيّة والغايات الّتي تصبو إليها وميكانزمات استغلالها.

وهذه التركيبة تفتح أفق الانتظار على المعرفة الفلسفية أيضا وعلى الخطاب الإيديولوجي سواء استقرّ في مرحلة بناء الذّات بعد حركة التحرير من الاستعمار أو في تلمّس الذات وتثبيتها في مواجهة الآخر في خطابات العولمة.

ومن جهة ثالثة فإنّ هذا الشكل المستفاد من العنوان إنّما يقيّم الذات (سواء أفي بعدها الفردي أم في امتدادها الجمعي) في مواجهة الآخر قصد إجلاء ما هو ذاتيّ محليّ، مخالف لما هو غيري ومجابه له... بل يمكن الذّهاب إلى أنّ ذلك التناظر بين نظامين من القيم يحصل من خلال الوعي بالوجود الذاتي بواسطة التحديق بالآخر وتفحّصه وبواسطة التأمّل في الكيفية التي ينظر بها الآخر باتّجاهنا.

مثل هذا الصدى للتناظر المرآوي شديد الجلاء في الأطروحة، بل يمكن القول إنّ جهد المؤلف كان مندويا تجاه رصد هذه النظرات المتبادلة والتفحّص المزدوج الذي لم يخل من براءة حينا ومن عدائية حينا آخر. قد تتجلى البراءة في مجرد الوعي بالمكوّنات المؤسّسة لخصوصية الذات كالإلمام بطبيعة شخصية الرّاوي في المقامات وعلاقتها بالمكدّي وتقلباته والأوضاع التي يمرّ بها والفلسفة التي يؤديها سلوكه أو المقارنة بين المكدّى العربي والشّاطر الإسباني قصد رصد الفوارق والمشابهات ...

البراءة حينئذ مرتبطة بالنّظر في الذات دون انعكاس نظرة الآخر فيها أو مقارنتها به... يتوهم مركزيتها وتفرّدها واستعلاءها حتى إن لم يتمّ الوعي بها بصفة مطلقة ودقيقة لأنّ هذا الوعي إنما يحدث بواسطة المناظرة بالأخر.

ورقة من إعداد الباحث: عبد المجيد يوسف/ تونس

الاثنين، 27 يونيو 2022

تحيّة لأخي خير الدّين الشّابي للشاعر محمّد مامي/ تونس

الشاعر: محمّد مامي/ تونس
 

تحيّة لأخي خير الدّين الشّابي

للشاعر محمّد مامي

ورْدِتْ شهـادة صاغْـهـا المُعـلّـم نِلْـتِ الشَّـرفْ عـلّـِقِـتْـهـا نِيـشـان

نـلْـقَى لْـسانـي في كلامي تْـلعْـثم وشعْـري غْـدا ما بْــقَى لُو أوْزان

ظنّيـت روحي في وحدتي نتوهّم وممكن نكون غْـفِـيت نا سكْـران

نلْـقـاه خـير الدّين عـليّ يِـسـلّــم بعطر الجريد والورد والرّيـحان

بِمْـقام النّـوى في غـيـبْـتُـو نتألّم ورنّ الوتر ونَا صُـغُـتْها الألحان

وتفّـاحْهـا تسْـتـور بايِتْ يِحْـلِـمْ تهْـدي التـحـيّـة بالودّ والعِـرْفـان

مشموم فـلّ طرْزُو حْرِير موشّم فـي خاطْـرِكْ لا تـجـرْحُـو كُـثْـبَـان.

محمّد مامي/ تونس

القصيدة ردّ على شهادة التكريم الّتي خصّ بها الشاعر خير الدين الشابّي الشاعر محمّد مامي في يوم تكريمه بتستور يوم الأحد 26 جوان 2022

الشهادة على الرابط التالي

 شهادة تكريم الشاعر محمّد مامي، بقلم الشاعر خير الدين الشابّي

مرور على أدباء تستور، الشاعر محمّد مامي أنموذجا... شهادة تكريم بقلم الشاعر خير الدّين الشابّي/ تونس

الشاعر: خير الدّين الشابّي/ تونس

 

مرور على أدباء تستور، الشاعر محمّد مامي أنموذجا...

شهادة تكريم بقلم الشاعر خير الدّين الشابّي/ تونس

يعتبر هذا الطود العظيم المغمور بأشجار الإبداع بين جبال ومرتفعات الكلمات المترامية على أرض تونس الجميلة التي أنجبت عديد الأسماء التي لا تحصى ولا تعد ولم تنته بطن أمتنا التونسية على العطاء اللا متناهي في كلّ المجالات الفكرية والشعرية منها خاصّة، أما المحتفى به اليوم في هذه الورقة المكتظة بحبّ هذا الشاعر الّذي عرفته منذ سنوات طويلة. التقيت به منذ البداية وكنت لا أعرفه وقتها ولكن أسمه محفور في ذاكرتي الخطيرة التي لا ولن تنسى الأسماء غير العادية في كتابة الشعر الفصيح والعامي. وأذكر أنّني كلّما التقيت به إلّا وتزداد علاقتي به حبّا واحتراما وتظلّ مكالمتنا تتناثر إبداعا. إنّه الأستاذ الشاعر المبدع محمّد مامي أصيل تستور سلالة أجدادي المرابطة هناك. وهو الشاعر الماهر والصامت البارع في بناء عالمه الشعري والمهندس الرائع في تشكيل النصّ العامي حتّى يبدو وكأنّه فصحى من حلاوة زخرفته القائمة على أسس معرفية صحيحة. هذا الشاعر أعطى الكثير للمدونة الشعرية الغنائية. وغنّى له الكثير من المغنين لِمَ في نصوصه من سلاسة وانهمار وانبهار وقدرة فائقة على التبليغ بأسلوب شيّق للغاية. محمّد مامي كنز لا يفنى وخزينة تراث بلا مفاتيح تهب روحها لكلّ من يروم الطرب والغناء والكلمة الشعرية اللذيذة حدّ المتعة وحدّ الارتعاش مع لحنها الجميل.

 هنيئا لتونس أوّلا ولتستور ثانيا ولي أيضا. لأنني لا أرفع قلمي لأكتب عن أحد إلّا وأكون متيقّنا أنّه يستحقّ ذلك وأكثر لقد فرحت وانسابت دموع الفرح لتكريم علم من أعلام الشّعر التونسي بكلّ ميولاته. وما هذه الدورة الأولى لمهرجان محمد مامي إلّا أنّها أسعدته جدّا.

 فشكرا الصديق المبدع الروائي والقاص مراد البجاوي وفتحي والدكتور مراد الشابي وكلّ من ساهم في تأثيث هذا الحدث الخالد خلود شاعرنا محمّد مامي. هنيئا لتستور ولرجالاتها الذين لم يبخلوا عن هذا المشهد الجديد والجيّد. شكرا.

الشاعر خيرالدين الشابي/ توزر- تونس

الجمعة، 24 يونيو 2022

قراءة في رواية "اللّواجيست"، لعبد المجيد يوسف،،، المجهر اللّغويّ النافذ للبواطن عبر الظّاهر (2) بقلم صالح مورو/ تونس

قراءة في رواية "اللّواجيست"، لعبد المجيد يوسف (2)

المجهر اللّغويّ النافذ للبواطن عبر الظّاهر

بقلم صالح مورو/ تونس

رابط الحلقة1 من القراءة

موضوع الرّواية: تصنيفها، حبكتها، مكانها وزمانها

للوهلة الأولى، تبدو رواية "اللّوّاجيست" واقعيّة بحتة، لكن وأنتَ تطوي صفحاتِها قارئا، مُتمعّنا، مُتلهّفا، ينحرف بك مسارها من الواقع البحت إلى الواقع المَشُوب بالخيال، انطلاقا مِمّا تتمظهر به بعض شخصيّتها من سلوكيّاتٍ غريبةٍ، منحرفةٍ عن الاعتدال "السّلوكي-الفكري-المجتمعي" السّائد نسبيّا... انحرافٌ يطغى عليه الفضول الزّائد عن حَدِّهِ ليرتقيَ إلى دوافعَ غيرِ أخلاقيّة في البعض من زوايا الرّواية والشخصيّات عبر الحوار والنظر الدائر بينها، فضول ينطلق من عينيْ الشخصيّة النّاظرة إلى المنظور إليها ليقف عند الباطن المُريب للنّاظر... بواطن اجتماعيّة مُريبة أدّتْ إلى الخصام، فالاشتباك، فالانفصال، فالتسامح على الطّريقة التونسية "بُوسْ خُوكْ" والباطن في حكم الغيب... ويبقى حبل الحوار والأفعال وردود الأفعال مشدودا وفي تصاعدٍ محبوكٍ ومَنسوجٍ بكلّ دقّة وعناية... أطرافُ الحديث في الحوار بين الشخصيّات دَبلجتْ هذه الرّوايةَ العصماءَ بالأقصوصةِ السّاخرة، الأسطورةِ الواعدة، التّاريخ التّليد للقبائل، أنظمةِ الحكم، مفهومِ السياسة والمجتمع القبليّ والديمقراطيّ غربا وشرقا... لو حدّدنا مكان الرّواية وزمانها وما يَعْمُرها من شخصيّات لقلنا: إنّ محورَها الأساسي "عيّنة اجتماعيّة" تونسيّة، من ذكر وأنثى، صغير وكبير، جمعتها سفرة في سيّارة "لوّاج" من تونس العاصمة شمالا إلى تطاوين جنوبا. دامت السفرة من الفجر انطلاقا إلى فجر اليوم الثاني وصولا... ونما الحوار إلى حدّ فَتح بابِ (الاسترجاع) عن طريق البطل الثاني للرّواية، غريمِ البطلِ الأوّلِ "اللّوّاجيست"... وهو "رجل المقعد الأمامي-الخلفي". بطلٌ ربط باسترجاعه في حديثه الأقطار العربيّة الثلاثة "تونس، ليبيا، مصر" حين كان هو الآخر "لوّاجيست" ولعشرِ سنواتٍ خلتْ، أثناء العشريّة الأولى قبل الرّبيع العربي... مشاهدٌ وحكاياتٌ يَطربُ لها القارئ... أطروحاتٌ بمقارباتٍ أساسها المعرفة بالتاريخ والجغرافيا والاجتماع، وما شابه... عناصر تربط بين الأقطار الثلاثة... مِثلُ هذا الواقع اعتمد أساسا على الخيال في روايتنا هذه النّادرة، مُرتكزها واقعٌ ولكن بتمدّدٍ خياليٍّ نادرٍ لا يقدر عليه إلا ذكاء نادر. وهو ما توصّل إليه الرّوائي عبد المجيد يوسف. هي إذا، من صنف "رواية الخيال الواقعي" لأنّ أحداثها مرتبطة بالحاضر القريب والواقع المعاصر... مع حاضرٍ مَعيشٍ داخل تونس كلِّها أثناء أواخر العشريّة الأولى من الرّبيع العربي...

 

عبد المجيد يوسف كراوٍ، من هو؟

يبدو خفيّا كمحرّك الدّمى تماما، كأنّي به مُخْتَبئٌ وراء المرآة العاكسة داخل سيّارة اللّوّاج... تتبّعتُ خطواتِه على مدى الرّواية... لاحظتُ بعين اليقين، وكلّ شيء نسبيّ، لكنّ حدسي لا يُخطئ في الكثير من الأحايين، أنّ سلاحه الأساسيّ هو "المعرفة" وفي أبهى مظاهرها وأشكالها: يتشكّل هذا الرّاوي من خلال تلك المعرفة مُطلَقَ الذّكاءِ مُطوِّعَه، مُتسلسلَ اللّسانِ حَاذِقَه، مُطِلاًّ واعٍ من شُرفات التّاريخ الأدبي والإنسانيّ... منصهرًا تمام الانصهار في بيئته الاجتماعيّة والجغرافيّة والسّياسيّة... مُنفتحًا على محيطه العربي... يُعطي الانطباع بكونه "رحّالة"... تَمسُّكه بناصيّة اللّغة العربيّة والسّيطرة عليها في أدقّ دقائقها جعل منه مُصوًّرًا بارعًا... كأنّ بين يديه "كاميرا" وهو يلتقط الصّورةَ تلو الأخرى ويرمي بها أمامك حياةً نابضة، ناطقة، تعيشُها مع شخصيّاته التي يرصد أقوالها وأفعالها وردود أفعالها بمنظاره اللّغويّ النّافذ من الظّواهر إلى البواطن في حبكة مُنقطعة النّظير... ثراءُ الخيال لديه مكّنه من الكثير من التّسرّبات التي أبهرني بها وسَيُبهر بها كلّ قارئ لهذا الأثر حيثما كان... لغته التّونسيّة "الدّارجة" ضمن الحوار بين شخصيّات الرّواية أضافت نكهة أخرى لبلورة المضمون ودقّة المعاني ومثّلت معينا آخر مُميَّزا في ثنايا الرّواية والأدب التّونسيّ عموما...

بقلم صالح مورو/ تونس

 

الخميس، 23 يونيو 2022

قابَ قوسين، صابر الهزايمه/ الأردن

الشاعر: صابر الهزايمه/ الأردن
 

قابَ قوسين

 حائرا في التفاصيل،

رحتُ أُطاعنُ خيلَ أبي..،

كالتباس الخرافةِ..،

لا شيء يشبهني..،

لا ملامحَ لي... عارياً من دمي..

كلّما حفّهُ شبقٌ.. وامتطى ظلّهُ

رحتُ في نطفةٍ أختبي..

 كلّما حَمْحَمَتْ خيلهُ..،

دكَّ سُنبُكُها منكبي

كالتباس الخرافةِ

أمطرني باللُهاثِ، وأحصى غيابي..،

وحطَّ على كتِفيَّ ملائكةً يسطرونَ كتابي..

وقالَ انطلقْ.. فانطلقت شقيْ…!!

 قابَ قوسينِ.. من عَلقٍ يتأرجحُ فوقي..،

 تقاذفني قوسُ ماءٍ خفي..،

قابَ قوسين من شهوةٍ راوغت تاجَها..،

 حينَ أومأ لي بالعروجِ..،

فشُبِّهتُ لي في المنامِ نبي

كالتباسِ الخُرافةِ،

لا شيءَ يُشبهني..

لا الأساطيرُ لا الأحجياتُ..،

ولا ما تبقّى من الوشم في ظاهر الكفِّ،

 علّقني بالفراغِ،

وألهمني سورتينِ من الخوفِ والتعَبِ، 

كيفَما شاءَ..،

حيثُ يشاءُ..،

وأسلمني للغيابِ..،

على سببٍ.. وبلا سببِ.

صابر الهزايمه/ الأردن

الأربعاء، 22 يونيو 2022

ضوء تخبزه يداك... (1)، إسماعيل هموني/ المغرب

الشاعر: إسماعيل هموني/ المغرب

ضوء تخبزه يداك... (1)

أرفعني إلى السماء غميس عطرك؛ ها سبيلي يرتق وشوشات روحي؛

أراه امتداد لغتي بين سنابل الوحي ووقتي.

يا طفلة تحلّلت من صمتي؛ كيف جاء يسعى بها خفي حرفي؟

مدّي فيضك فوق الزمان لأرى وجهك عنبا تدلّى من حلم ذاتي.

كيف أقطف عشب معناي من معناك بحرف ساجد في عينيك؟

أنا؛ الّذي تجول لغته باشتهائي؛ لا تملّ من سهاد اللّيالي.

ترفو شبق الوقت على صولات الرقص؛

كأنّها تحيك المجاز من نشوة الفصول.

أنجو من عينيك مرتين؛

هنا ضوء تخبزه يداك فجرا يمشي على جسور الذهول.

كيف أصحو من سؤال عطرك؟

مذ غدوت كتاب النحو بين شفتيك؛ فاض المعنى من بئر معطلة؛

وضجّ الصمت في قصر مشيد.

على وتيرة الجرح؛ نبع عطرك بين أناملي؛

رأيت قنديل خطوي يلبس حدوسي.

من يمشي على فخاخ العطر تراه طفلا بلا زمن.

إسماعيل هموني/ المغرب

الجمعة، 17 يونيو 2022

قراءة في رواية "اللّواجيست" لعبد المجيد يوسف،،، المجهر اللّغويّ النافذ للبواطن عبر الظّاهر (1) بقلم صالح مورو/ تونس

 قراءة في رواية "اللّواجيست" لعبد المجيد يوسف

المجهر اللّغويّ النافذ للبواطن عبر الظّاهر (1)

بقلم صالح مورو/ تونس

توطئة

عبد المجيد يوسف كاتب تونسيّ، مكانه بين الشّعر والرّواية، النّقد والتّرجمة، البحث والثّراء الفكري... لا يهدأ... الكتابة ديدنه الوحيد... ورث القراءة في مفهوم المطالعة عن والده منذ الطفولة... أصيب بالنّهم وبقي كذلك... تهاجمه القصيدة في لحظة فارقة، مشحونة ومكثّفة... أمّا مولد الرّواية لديه فينبعثُ من خلال تأمّل عميق ورويّة ثاقبة في منحًى من مناحي الحياة... ولكم أعجبتني روايته الأخيرة "اللّوّاجيست أو نجمة الرّاعي" وإعجابي بها دفعني لمحاولة قراءتها في هذه الورقة... على طريقتي ومن وجهة نظري... زادي في ذلك القارئُ المُعجَبُ بهذا الأثر وكلّ أملي أن لا أسيء لمضمونه ولو بشائبة.

 تقديم الرّواية

تصديرا لروايته، تبنّى الكاتب مقتطفا من الآية 29 من سورة غافر متمثّلا في قولةٍ لفرعون: "ما أريكم إلا ما أرى"... فِرعون هذا، أشهر طغاة الزّمان والإنسانية على الإطلاق كما يقولون... لو نظرنا في قِيله لانتهينا إلى أنّ كلَّ ما سيُروى داخل هذا الأثر، سيكون بعلاقة متلازمة بـــــ"التّناصّ القرآني" في المعنى داخل المقتطف من الآية، لكن بعيدا عن مخيالنا الدّيني الذي قد يعمد أحيانا إلى "لَيِّ أعناق النّصوص" كما يقول الباحثون. قِيلُ فرعونَ جاء ردّا على قِيل المؤمن من آلِهِ، نَاهٍ إيّاه عن قتل موسى...

المجهر اللّغوي النّافذ من الظّواهر إلى البواطن في البناء الرّوائي:

يقولون: "إنّ الشّاعرَ تُرجُمان النّفس، كما أنّ اللّسان تُرجمان القلب مثل هذه المسلّمات تُحيلني مباشرة إلى لُبِّ رواية الكاتب عبد المجيد يوسف "اللّوّاجيست"، وما اعتمد عليه من واقعيّة وخيال ولغة بأساليبَ فنّيّةٍ راقيةٍ، لبلوغ سبر أغوار شخصيّاته داخل روايته هذه التي نروم الوقوف عند مضمونها لتفكيك ما يمكن تفكيكه ووضعه أمامنا للنّظر فيه مليّا إن استطعنا إلى ذلك سبيلا...

عقدة الرّواية وفكّها

انبجست عقدة الرّواية، وفي جوهرها "عاطفيّة"، من رحم ذاكرة المسافرة الرّابعة وهي شابّة "طبيبة"، قد جمعتها الصّدفة ذات مرّة في سفرة مع "اللّوّاجيست" من بنزرت إلى تونس العاصمة حيث تشتغل بمستشفى الرّابطة... قالت بعد أن رَكَنتْ حقيبتها في مؤخرة السيارة واقتربت من مقعد الباب الأمامي يمين السائق وكان به رجل، قالت للّوّاجيست: "ما نعرفش وين لاقيتك، وجهك موش غريب عليّ بالمرّة... أنا شبه متأكّدة..." اكتفى بأن تمتم: "ممكن... علاش لا؟". رفضت الصّعود متعلّلة بما يُصيبها من دوّارٍ بالرأس وغثيانٍ وتقيّءٍ وما يمكن أن تُحدثه من تعطيلٍ خلال الرّحلة... أصرّت على البقاء واقفة، نظر إليها الرّجل الأمامي بعد أن سمع قولها فبادرها قائلا: أنا مثلكِ تماما، بل أفدحُ منك بكثير وانبرى يقدّم حُجَجًا علميّة دامغة أفضت بالسّائق إلى إمكانيّة ركوبهما معا في نفس المقعد بما أنّ السيّارة مازالت شبه فارغة، وكان الأمر كذلك... نزل الرّجل الأمامي، صعدت الطبيبة، زحفت سنتمترات إلى الشمال، صعد الرّجل وأغلق اللواجيست الباب فزحمه وتراصَّا مثل سردينتين في علبة... انطلقت اللّوّاج بأربعة مسافرين في اتجاه صفاقس فالجنوب. طلب السائق وضعَ حزام الأمان، ما أجبر الطبيبة على أخذ طرف الحزام وأطالته وغرزته في المنشب الذي عن يسارها وهكذا دخلت (هي والرجل في قميص واحد). نظر الرجل الأماميّ إلى الحزام وقد نزل بين نهديْ الطبيبة وفصلهما فصلا وأبرز نتوءهما. فقال: (بينهما برزخ لا يبغيان). نحن أمام لوحة سورياليّة. نظر إليه من في السيارة ولم يبدُ أنّ أحدا فهم مقالته. نلاحظ أنّ المقطعين الواردين بين قوسين جاءا في تناصٍّ قرآنيٍّ ثابت: المقطع الأوّل وردت الجملة "هي والرّجل في قميص واحد" في إشارة إلى قميص يوسف شاهدا على صراعه مع امرأة العزيز إن كان قميصه قُدّ من دبرٍ أو قُبلٍ لإثبات الخائن. إمكانيّة قدّ أو شقِّ قميصٍ واحدٍ من طرف اثنين لا تَرِدُ إلا في حالة قميص يوسف بناء على الآية 25 من سورة يوسف ((واستبقا البابَ وقدّتْ قميصه من دُبر وألفيا سيّدها لدا الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يُسجن أو عذاب أليم)). أمّا المقطع الثاني "بينهما برزخ لا يبغيان" فهو الآخر يُبرزُ تناصّا قرآنيّا بليغا في تشبيه النّهدين المنفصلين بحزام الأمان ببحرين لا يلتقيان، هذا عذب وهذا مالح، لأنّ لكلّ واحد منهما خصائصه التي يتميّز بها، فوضع الله بينهما برزخا، في شبه حزام الأمان، فاصلا لكيلا يبغي أحدهما على الآخر، بناء على الآيتين 19 و20 من سورة الرّحمان: ((مرج البحرين يلتقيان* بينهما برزخ لا يبغيان)). مشاهد كانت مباشرة بعد الانطلاق من العاصمة. بعد مسافة هامّة، وقفت السيارة بمحطةِ استراحةٍ وصبِّ البنزين، نصفُ ساعةٍ ورجع الجميع إلى أماكنهم. أخذ الرجل الأمامي حزام الأمان وسحبه مليّا حتّى يبلغ المنشب البعيد شمال الطبيبة... أحسّت بتماسٍّ جليٍّ بينها وبين جارها حتّى لامس مرفقُه نهدها الأيمن... تحرّكت قليلا لتبتعد، لكنّ الرّجل ما فتئَ يُلقي نظرة مواربة على جيب قميصها من حين لآخر... واتّضح البغْيُ وانكسرت حرمةُ البرزخ على اليابسة... ركن اللّوّاجيست إلى مقعده، ماسكا مقوده بين يديه، موزّعا بصره على بهو الطريق في نظرة استشراف وقيادة، يتحكّم في مُكوّنات السيّارة بما فيها من أشخاصٍ وآلة... خيّمَ الصمت على المجموعة لريبةٍ ما... أحسّ الرجل الأمامي بالضّيق، طلب من السائق الوقوف قائلا: "بربّي أوقف لحظة... ما فيش فايدة..." ثمّ نظر إلى الطبيبة، فهمت رغبته، فكّت حزام الأمان، نزل وبيده حقيبته، فتح الباب الجانبيَّ وصعد إلى الخلف تماما داخل السّيارة وراء المسافريْن الآخريْن ويبدوان مُتكتّميْن كأنّ على رأسيْهما الطّير... رآه اللّواجيست في المرآة العاكسة الدّاخليّة قد استقرّ في مقعده، ابتسمت الطبيبة مُستَجِمَّةً بالاتّساع الحاصل بعدَ رحيل الجار الثقيل، ونظر إليها مبتسما كأنّ هناك ارتياحا شعُرا به معا... وانطلق الحديث فيما بينهما وتوالت الابتسامات... لكنّ الرّجل الأمامي الذي أصبح خلفيّا ما انقطع عن مشاكسة الطبيبة من حين لآخر، عارضا عليها خدماتِه إن رغبت في ذلك... نهاية الرّواية ستكون كفيلة بتأكيد ما رصدناه من "عقدة" وما توصّلنا إليه من فكٍّ لها بحكمةٍ وبراعةٍ مردّهما ذكاءُ اللّوّاجيست مع صبره وأناته.

(يتبع)

بقلم صالح مورو/ تونس

الخميس، 16 يونيو 2022

كتاب مجمع البحرين، لناصيف اليازجي، بقلم الباحث: عبد المجيد يوسف/ تونس

 

كتاب مجمع البحرين، لناصيف اليازجي

بقلم الباحث: عبد المجيد يوسف/ تونس

الأجناس الأدبية تنبعث وتتناسل بعد طول ركود. قد تنبعث في شكل جديد كما تحوّلت التراجيديا إلى أجناس أخرى... قد تحافظ على مقولاتها المتعالية التي لا تكون إلاّ بها وقد تفقد بعضها كما هو الشأن الآن في المسرح الأوروبي حيث التراجيديا مجزّأة أو محوّرة وقد اختفى منها ما كان يميّز التّراجيديا: الغناء والرقص.

وفي خصوص الثقافة العربية فإنّ المقامة هي الجنس الذي لم يصمد صمودا كاملا أمام الإرهاصات الثقافية والتّحولات المجتمعية والمعرفية كما صمد الشعر مثلا، فعرفت المقامة إمّا تقليداPastiche قد يصيب من الأدبية ما لا يتدنّى به دون النموذج وقد يتدنّى أحيانا إلى درجة الباروديا   Parodie وأحيانا تنبعث في شكل أقصوصيّ، فكان أستاذنا البشير خريّف قد حوّل المقامة المضيرية للهمذاني إلى أقصوصة بعنوان "النقرة مسدودة" ضمن مجموعه القصصي "مشموم الفل" (انظر كتابنا: تلوينات على وشاح طائر. دار رسلان للطباعة والنشر تونس 2015) ولكن هذا التّحويل يظلّ بعيدا عن ذهن القارئ غير المتبصّر، ولم نجد من تفطّن، بعد سنوات من الصّدور، إلى الصّلة الوثيقة بين مقامة الهمذاني المذكورة وبين قصّة أديبنا البشير خريّف.

وقد شهد العصر الحديث مجموعة من التّقليدات لجنس المقامة ظلّت محتفظة بالمقولات العامّة المتعالية المؤسّسة لجنس المقامة:

الحادثة الطريفة المفارقة

ثنائية الخادع والمخدوع أو التعتيم والكشف

الرّاوي بضمير التّكلّم والذي عادة ما يكون المخدوع

الخطاب القصصي المسجوع المحمّل بالمحسّنات البديعية

ومن مظاهر التقليد والرّبط بالنّموذج أنّ المقلدين، فضلا عن احتفاظهم بالمقولات المتعالية التي أشرنا إليها والتي تؤسّس جنس المقامة  وتجعله خطابا مخصوصا، يجعلون الخطاب في نصوصهم لا تاريخيا  متجاوزين بذلك خصوصيات عصرهم الحضارية والمعرفية، جاعلين من اللغة صورة ثابتة غير محكومة بالتّطور التّاريخي، فضلا عن ذلك قد يجعلون -بالتبعية- الأطر التاريخية لنصوصهم  لا تاريخية أيضا فتتمركز وقائع نصوصهم في أحقاب خالية (انظر المقامة العبسية حيث نزل سهيل بن عباد مستجيرا بقبيلة عبس...(ص 331 من الطبعة المذكورة) وهكذا يتّسع عند دراسة المقامة مجال النّصّية العابرةtranstextualité   التي - بدراستها - تتحقّق أدبيّة النّص.

وقد ساهم الكاتب اللبناني ناصيف اليازجي في هذه المحاولات الإحيائيّة فوضع كتابا سمّاه "مجمع البحرين".  والنّسخة التي لديّ صادرة ببيروت عن المطبعة الأدبية (مطبعة حجرية فيما يبدو) سنة 1885 في 436 صفحة من الحجم الكبير24/16 وقد احتوى على ستين مقامة. (الطبعة الرابعة)

ناصيف اليازجي (1800/1871) كانت أسرته تمتهن الكتابة لدى أمراء لبنان ولدى الأسرة الشّهابيّة (الشهابيون سلالة حكمت لبنان تحت الحكم العثماني، تسلّموا الحكم عام 1697م انتهى حكمهم عام 1861 ) ومن هنا جاء اللقب اليازجي أيْ الكاتب باللغة التركية، وهو مترجم وهو ناقل كتاب العهد القديم والإنجيل إلى العربية. وقد كان له دور مهمّ في ترسيخ اللغة العربية ومحاولة إحيائها بعد إذ كادت تضمحلّ في القرن التاسع عشر (انظر ما في المؤلفات والمراسلات السّياسية في هذا القرن من ضعف المستوى اللّغوي لدى مؤلّفين كبار وما اعترى نصوصهم من إخلال بالنّظام النّحوي وبالنظام التركيبي وما خالط مؤلفاتهم من لحن)

الشخصية القاصّة الموحّدة هي سهيل بن عبّاد، والمقامات السّتّون تنقسم إلى أنواع:

مقامات قصصيّة تحدث فيها خدعة تنكشف في النّهاية وتنسب في عنوانها إلى المكان الذي صارت فيه وقائعها (المقامة البدوية، المقامة الحجازية، المقامة الشّامية... ومنها ما نسب إلى أقوام أو قبائل: المقامة التّغلبيّة/ المقامة العبْسيّة/ المقامة الحِمْيَرِيّة...

مقامات تعليميّة مثل المقامة الخزرجيّة وفيها أسماء المطاعم والنّيران والسّاعات والرّياح وخيل السّباق.../ المقامة الحِمْيَريّة فيها مباحث لغوية ومسائل شتّى من فقه اللّغة ومسائل من النّحو والصّرف... كما في المقامة الأزهرية والمقامة الفلكية وفيها ذكر للكواكب السّيّارة والبروج والمنازل...

مقامات حجاجيّة كالمقامة الجدلية وفيها مفاضلة بين العلم والمال/ والمقامة الكوفية فيها جدال حول مسائل نحوية.

مقامات إلغازية كالمقامة اللغزيّة والمقامة الأزهريّة وفيها إلغاز بلفظيْ الحرف والنون واسم الصوت... والمقامة الحِلية فيها معميات وأحاجي.

ويحتوي الكتاب على جهاز للشّرح المعجمي للمفردات الغريبة القديمة ولملاحظات لغوية تعليميّة كالملزومة التي أوردها في الهامش حول المواقع التي تثبت فيها الهمزة في "ابن وابنة" أو التّمييز بين عطف البيان وعطف البدل... وفيه كذلك في الهوامش تعريف بالأعلام الواردِ ذكرُهم وبعض الأخبار المأثورة.

والواضح أنّ هذه الهوامش الثريّة جدّا هي من وضع المؤلف نفسه لأنّ الطبعة الرّابعة التي لدينا صدرت بُعيْد وفاته، كما أنْ ليس هناك عمل تحقيق قام به غيره.

ويظل "مجمع البحرين" عمل شديد الأهمية لا في قيمته الأدبية فحسب بل هو مفيد للدراسة اللسانية -التّاريخيّة أيضا.

ورقة من إعداد: الباحث عبد المجيد يوسف/ تونس

غيمة في دروب التجلّي، البو محفوظ/ موريتانيا

الشاعر: البو محفوظ/ موريتانيا
 

غيمة في دروب التجلّي

يا من تعـلَّـق بالإنـســــان في الأزل

وظلّ يُـطـعـمُ حـزنَ النــــاي بالأمل

وظلّ يســأل كـنـهَ الغيب عن زمنٍ

بالـحـقّ يـنـقـذُ أرواحـا مـن الوَحَل

يا من تـغـرَّبَ في أعـمـــاق حيرَته

دهرا، وســار إلى المعنى على مهل

معنى سيشرقُ -والإنسانُ في عَمَهٍ-

يدبِّجُ الدربَ بالأحـــــلام في المقل

علوتُ مدحكَ كالأشجــارِ حين دنا

غصنٌ يقلُّ رفوفَ الخطوِ من جُملي

علوتُ سبعا طبـــاقا لم يزل نظري

يحاورُ الأفقَ كالمشـدوه في الجبل

وتـاهَ فيـك لفرط الحـبّ في شغفٍ

طيفُ الفؤاد ومعنى الوصل لم يُنَلِ

سلكـتَ دربًا بلحـنِ الحـبّ مفترشا

كنهَ الحقيقة، فاقَ الماء في الخَضَلِ

دخلـتَ غارا بـســرِّ الـوحـي مبتهجا

وفــاض حـبّـا على الآفـــــاق بالبلل

وكنتُ أسمع صوتَ الجذعِ حين علا

كلّ الشـكــوك وشـعَّ الحـقُّ في الملل

خذني إليـك رســــول الله رُبَّ هوي

يُـتـوِّجُ الـخـطـوَ في الآفـــاق بالنزُلِ

خذني إليـك فطـــول الدّرب أتعبني

والعجــزُ من شرفةِ الأيــــّام لوَّح لي.

 

البو محفوظ/ موريتانيا

مرحبا بكم في مجالس الرّكن النيّر للإبداع

23-4-2020

Flag Counter

أصدقاء مجالس الرّكن النيّر

أبو أمين البجاوي إسماعيل هموني البشير المشرقي البو محفوظ العامريّة سعد الله الفاضل الكثيري أماني المبارك أميرة بن مبارك إيمان بن ابراهيم إيناس أصفري بدوي الجبل بسمة الصحراوي بشر شبيب جمال الدين بن خليفة جميلة القلعي جميلة بلطي عطوي حليمة بوعلاق خالد شوملي خير الدين الشابّي رائد محمد الحواري سعيدة باش طبجي سلوى البحري سليمان نحيلي سنيا مدوري سوف عبيد صابر الهزايمه صالح مورو صباح قدرية (صباح نور الصباح) صبيحة الوشتاتي صفيّة قم بن عبد الجليل عبد الأمير العبادي عبد الحكيم ربيعي عبد العزيز جويدة عبد الفتّاح الغربي عبد الله بن عيسى الموري عبد المجيد يوسف عدنان الغريري عزّ الدين الشّابّي عنان محروس غادة إبراهيم الحسيني فاطمة محمود سعدالله فردوس المذبوح فيروز يوسف فيصل الكردي كفاية عوجان لطفي السنوسي لطفي الشابّي لمياء العلوي لودي شمس الدّين ليلى الرحموني محمد القصاص محمّد الهادي الجزيري محمّد سلام جميعان محمّد صوالحة محمّد مامي محمّد مبروك برهومي محمد مبسوط مختار الماجري مراد الشابّي منى الفرجاني ميساء عوامرية ناصر رمضان ندى حطيط هندة السميراني وهيبة قويّة يوسف حسين