‏إظهار الرسائل ذات التسميات فيصل الكردي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات فيصل الكردي. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 12 يناير 2021

نص ولوحة: صَحْوةٌ مُتَأَخِرة/ كتابة: فيصل الكردي، رسم: فيروز يوسف

لوحة: صحوة متأخّرة، لفيروز يوسف

 
صَحْوةٌ مُتَأَخِرة

كمْ أَصبَحَ هذا العالمُ صاخِباً... فَوضى عارِمةٌ... نُصبِحُ ونُمْسي على أخْبارٍ مجنونةٍ كلّ يوم... خوفٌ وهَلَعٌ... حُزْنٌ ويأسٌ... اضطرابٌ وتوتُر... ولكنْ... أتَعلَم يا رفيقي... لا يُحزنني حالُ العالمِ اليوم... لا يُحزنني هذا الهُدوء الّذي خيّمَ على الكوكب... ولا تلكَ الأسواق الخالية... ولا تلكَ الشوارعُ الحزينة الّتي فقدتْ سُكّانها... ولا تلكَ المقاهي الّتي اشتاقَتْ لمُحتسيي قهوتَها... إنّي لأَحزنُ على أيّامِ الماضي... الّتي ما أدْرَكنا بديعَ جمالِها إلّا بَعدَ فواتِ الأوان...

أنظُرُ الآن إلى حالِيَ القديمة... قبلَ هذهِ الأزمة... كمْ كنتُ أتذمّرُ من أيّامٍ تقليديّةٍ... أصبحتُ أراها اليومَ جنّة... أبكي على لحَظاتٍ مضتْ دونَ أن أستغلّها بالطّريقةِ الأمثل… وأَتَساءل… ماذا لَو لَم أُهدر ذلك اليوم دون لقاءِ صديقي؟ ما كُنت لأشتاقَ إليهِ حدَّ الجُنونِ كما أفعَلُ الآن... ماذا لَو أَخبَرْتُ تلكَ الفتاة الّتي أعجَبتني في ذلك اليَوم أنّي أُغْرمتُ بها منَ النّظرَةِ الأولى؟ كُنتُ سَأراني اليومَ أُداعِبُ يدَ مولودِنا الأوّل بكل رقةٍ ونعومة... ناظِراً إلى عَيْنَيها موفياً بوعديَ الأوّل لها " أُحبُكِ من النَظرَة الأولى حتّى أنفاسِيَ الأخيرةِ "... ماذا لو رافقتُ والدي عند زيارَتِهِ لعمّه المُسنّ... الّذي ما كُنت قد قابَلتُهُ من قبل... كنتُ سَأُودّعهُ قبلَ مماتِه الّذي مرَّ مُرورَ الكرامِ دونَ بيت أجر... ولكنْ... ما فائدةُ النَّدَم؟؟ فيومها فَضّلتُ الرّاحة على لقاءِ صَديقي وقلتُ "غَداً أَلقاه"... ويومها مررتُ أمامَ أعيُن تلكَ الفتاةِ وقلتُ "غداً ألقاها"... ويومها تَخلَّيتُ عن رفقةِ والدي وقلتُ "غداً ألقاه"... وإذ بالسّاعةِ تَقِفُ... ولا يأتي ذلك الـ"غداً"...

توَقّفَ الوقْتُ... ومضت الحياةُ... وإلى الآن أرى نَفسي عالقاً هُنا... عندَ التِقاءِ عَقربا السّاعةِ عندَ مُنْتصفِ ليلِ ذلكَ اليَوم... أَدرَكتُ أنّ تلك اللَّحظاتِ الّتي كنّا نجلسُ فيها بين أهلنا هيَ نِعمةٌ لا مثيلَ لها... وأدركتُ أنَّ لقاءَ أحبّتي على رصيفِ طريقٍ قديمٍ هو متعةٌ لا مثيلَ لَها... وأنَّ تَقبيلَ يد أُمّي هوَ امتِنانٌ وليسَ عادة... وجُلوسي في المَنزلِ صَفاءٌ وليسَ فرضٌ... وأنَّ البَوحَ بمشاعِري هوَ حُبٌّ وليسَ ذَنْب... سألقى صديقي عِندَ أوّلِ فُرصة... سأعتَرفُ بِحُبّي عندَ أوّل التِقاءٍ بينَ أعينِنا... سأرى عائِلتي عندَ أوّل مُناسبة... سأعيشُ يَومي دونَ انتظارِ الغد... فأنا لا أُريدُ أن أَنظُرَ إلى تلكَ الفُرص مرّةً أخرى على أنّها... صَحْوةٌ مُتَأَخِّرة.

كتابة: فيصل الكردي

رسم:فيروز يوسف

الجمعة، 1 يناير 2021

نصّ ولوحة: بصيصُ أملٍ/ كتابة: فيصل الكردي، رسم: فيروز يوسف

اللوحة لـ: فيروز يوسف

 بَصِيْصُ أَمَلٍ

السّاعةُ الحادية عشرة قبل منتصفِ اللّيلِ... لا أعلمُ ما بال هذا التّوقيتِ بالذّات... فما إن يحينَ حتى ينتابُني شعورٌ أنّه وقتُ استيقاظِ تلك الجُزيئاتِ من الدّماغِ المسؤولةِ عنْ سرْدِ أحداث حياتي السلبيةِ... فيُؤذنُ ببدايةِ الثورة اليوميّة مابينَ الجُيوش نفسها... أنا وتلك الأحداث...

كي أكون صادقاً... أيّ شخصٍ سيُلقي بنَظَرهِ على صفوفِ الجيوش سيَغدو ساخراً... فأعْدادُ العدوّ لا تبشرُّ بخيرٍ أبداً... وتُنبؤ بهَزيمةٍ نكراء لي... ولكنني وُلدتُ محارباً من أنفاسيَ الأولى... ولا أعترفُ بالهزيمة... فالحرْب خُدعةٌ... والشّجاعةُ سلاح... والأمَلُ جيشٌ بحدّ ذاتِه...

غالباً ما تستَمرّ تلكَ الحربُ الضّروسُ طويلاً... فتارةً يبادرُ العدوُّ بهجومٍ فتّاك يحملُ معه ذكريات طفولَتي المريرة... ونظَراتي على دُمى صديقي الّتي جلبها معهُ كيْ نُمضي بعضَ الوقت معاً... تلكَ النّظرات الّتي أصِفُها بغيومٍ ثقيلةٍ حمَلتْ بِباطنها الكثير من الدُّموع... وتنتظرُ الوقتَ المناسب... وقتَ رحيلِه... كي تأذَن بالمطرِ الغزيرِ... وتارةً تهجمُ عليَّ بمراحلِ الشّباب... حاملةً معها تعليقاتي عَلى صورِ أصدقائي في مواقعِ التواصلِ الاجتماعيّ... أباركُ لهذا بِخطوبتهِ... وأفرحُ لذاكَ بمناسبةِ مولودِهِ الأوَّل... وأشاركُ الضّحكاتِ مَع أولاءك الّذين قَضوْا إجازتِهم الصيفيّةِ على إحدى تلك الجُزُر... تعليقاتٍ أصِفُها بمياهِ نهرٍ اختلطَ ببحرٍ... فبعضُها حلوٌ يحملُ في طياتِهِ فرحًا و سرورا... وبعضُها مالحٌ يَحرقُ العيون فتدْمع... أحاولُ التصدّي قَدْرَ المُستطاع لتلكَ الهجماتِ... وفي كُل تصدٍّ أفقِدُ جُزءاً من جَيشي الّذي يُقدّمُ حياتَه تضحيةً كيْ أستمرّ بالمضيِّ قُدُماً...

تتوالى هَجمات العدوِّ... ويُوشِكُ الجمهور أنْ يُعلنَ نهاية الحرب بهزيمتي... وفي كلّ مرّةٍ أصلُ لتلك اللّحظة... تأتي الإمْدادات... تأتي وُعودُ أمّي "سيَفتحُ اللهُ عليكَ قريباً"... ومُواساة أختي "لا تَحْزن فالخيرُ آتٍ"... وسَنَدُ أخي "أنا مَعك ما حييت"... ونَصائحُ أصدقائي "لا تيْأس فالفرجُ قريبٌ"...  فَتَدُكُّ جيوشَ العدوِّ دكًّا... فيبدأُ بالانسحاب... ويأتي صَوْتٌ من بعيدٍ يُؤذنُ بتمام الساعةِ الثانية عشرة... ويَبدأُ يومٌ جديد... فأبْتَسمُ ابتسامةَ النّصرِ... لقد صَمَدتُ مرّةً أخرى... فأُغمضُ عَيْنيّ... وترتاحُ دموعي... ويَرتوي حَلقي... سأعيشُ لأقاتلَ ليلةً أُخرى... فما زال هنالك بَصِيْصُ أَمَل.

 

كتابة: فيصل الكردي

رسم: فيروز يوسف

 

* اللّوحة: الخلفية أسود حبر.

الأبيض أكريليك أبيض  مع طامس الحبر... الأبعاد A4

مرحبا بكم في مجالس الرّكن النيّر للإبداع

23-4-2020

Flag Counter

أصدقاء مجالس الرّكن النيّر

أبو أمين البجاوي إسماعيل هموني البشير المشرقي البو محفوظ العامريّة سعد الله الفاضل الكثيري أماني المبارك أميرة بن مبارك إيمان بن ابراهيم إيناس أصفري بدوي الجبل بسمة الصحراوي بشر شبيب جمال الدين بن خليفة جميلة القلعي جميلة بلطي عطوي حليمة بوعلاق خالد شوملي خير الدين الشابّي رائد محمد الحواري سعيدة باش طبجي سلوى البحري سليمان نحيلي سنيا مدوري سوف عبيد صابر الهزايمه صالح مورو صباح قدرية (صباح نور الصباح) صبيحة الوشتاتي صفيّة قم بن عبد الجليل عبد الأمير العبادي عبد الحكيم ربيعي عبد العزيز جويدة عبد الفتّاح الغربي عبد الله بن عيسى الموري عبد المجيد يوسف عدنان الغريري عزّ الدين الشّابّي عنان محروس غادة إبراهيم الحسيني فاطمة محمود سعدالله فردوس المذبوح فيروز يوسف فيصل الكردي كفاية عوجان لطفي السنوسي لطفي الشابّي لمياء العلوي لودي شمس الدّين ليلى الرحموني محمد القصاص محمّد الهادي الجزيري محمّد سلام جميعان محمّد صوالحة محمّد مامي محمّد مبروك برهومي محمد مبسوط مختار الماجري مراد الشابّي منى الفرجاني ميساء عوامرية ناصر رمضان ندى حطيط هندة السميراني وهيبة قويّة يوسف حسين