|
الشاعرة: سعيدة باش طبجي/ تونس |
أحبُّ
القصیدَ... أحبُّ الوطنْ
﴿1﴾
(أحبُّ القصیدَ
کما لا یُحبُّ القصیدَ أحدْ) *
أحبُّهُ
جدّا وأشْتاقُ جدًّا
بدُون قُیُودٍ
ودُون حُدُودٍ ودُون سُدُودٍ
ودُون عددْ.
یَنامُ ویصحُو
بمهْد وِدَادي
ویَرتاحُ
فوْقَ خُطُوطِ وِسَادي
وفي لحظةٍ
منْ دَلالٍ وصَدٍّ
یُشاکسُني... يستبیحُ سُهادِي
ویهْربُ
منّي
لیخْتالَ
فوق الرُّبَی والنّجَادِ
ویرکُضُ
عبْر السُّهول وعبْرَ الوِهادِ
فأحزَنُ
جدّا... وأشْتاقُ جدّا
فينْدَمُ
جِدّا... ویُشْفِقُ جدّا...
ويرجِعُ
مثْل رضيعٍ لحضْني...
ویسْکُنُ
جَفْني
وأسْقي
صداهُ بزَخّاتِ مُزْني
أدَثِّرُهُ
بغِلالاتِ عشْقي ودفْءِ بَريقي
وأرْضِعُهُ
من ثُدِيِّ عُرُوقِي
وأزْرعُهُ
في خَلایا الکَبِدْ.
أحِبُّ
القَريضَ وأعشَقُ حرفي
وتخْتالُ في
فيْء أنغامهِ الزُّهْرِ أذْني
ويَسْرَحُ
في مَرجِ نُورهِ طرْفي
أراهُ
جُمانًا بِكَفّي
عبيرًا ونُورًا
وحرْفًا بألْفِ
وأُفْقَ
مدًى أزَليَّ الهوَی... سَرْمديَّ المَدَدْ.
أُعَلّقُهُ
فوْقَ شُرْفةِ عُمْري
تَعاویذَ
سِحرِ
أضَامیمَ
زهْرِ
فیَعبقُ
فُلًّا واؔسًا بِصَدري
ويُشْرقُ
عقْدَ نُضارٍ بِنَحرِي
وأجْعلُ
منْهُ نجُومي وبَدري
مَسَارجَ
نُورٍ تُضِيءُ البلدْ.
(أحِبُّ القصيدَ كما لم
يُحِبَّ القصيدَ أحدْ) *
أحبُهُ
جِدّا وأشْتاقُ جدًّا
ولوْلا
المَلامُ
لکَان خَدِینِي...
شِعارِي ودِینِي...
وکانَ
الوَلدْ.
﴿1﴾
أحبُّ
القَصيدَ ولكنْ...
بعِشْق
الشّغافِ
وبوْحِ
القَوافِي
وعَذْبِ
اللُّحُونِ ودَمْع الشُّجُونِ وسِحرِ الجُنُونِ
أحِبُّ
الوطنْ.
أقُولُ وأصدَحُ
ملْء غرامِي... ودُون ملامِ
ورغم
الغبَنْ
ورغْم
فُلُولِ الظّلامِ
وجوْرِ
السَّقامِ
وقهْر
الإحَنْ:
"سألْقي
بقلْبي على طُرُقاتكَ يا وطني
تباريحَ
شوقٍ
وأنغامَ
عشقٍ
ونبْضَ شغاف
وفیضَ
سُلافٍ وأشْذاءَ دنْ
وانثُرُ
عشْقي على شُرُفاتكَ يا وطني
أهازيجَ
أمْنٍ... ونوّارَ غُصنٍ
وطيْرَ
حمامٍ
ونفْحَ
سَلامٍ
وشهْدًا وسَلوَى
ومَنْ
وأهْرِقُ
شِعْري على عَتَبَاتكَ يا وَطني
حُرُوفًا
سُيُوفًا
مَشاعِلٍ نار...
ولَهْبَ شَرارٍ
وبارُودَ حربٍ...
ومُزْنةَ خِصبٍ
يُفجّرُ
عَرشَ الظّلامِ... ويَجْرِفُ عُشّ الدَّرَنْ
لمن أنا في
رفّة الكَلماتِ... لمَنْ؟
لمنُ فوحُ
عطري...ل مَنْ طیبُ شِعري وشَعري
لمَنْ
خافقاتُ خيالي؟ وثمْرٌ بِجُودِ السِّلالِ؟
وشهدؑ بكرْمِ
الدّوالي؟
لمَنْ
صبْوةُ الحرْفِ عند الأصيلِ
وفي غسَقِ
اللّيلِ.... عنْدَ الأفُولِ
وفي شَهْقةِ
الفجرِ حينَ انْفلاقِ الضّیاءِ
وحینَ
اكْتمالِ الزَّمنْ
إِذا لمْ
تكنْ للوَطنْ؟
فلا شِعرَ
ينْمُو
لا عشقَ
يسْمُو
بدُون الوَطن.
بدُونِ
تُرابٍ نُمرِّغُ فيهِ جَبِينَ الوَلاءِ
ونزْرَعُ
فيه بذُورَ العَطاءِ
ورغْمَ
الجُفاءِ وجوْرِ الوَباءِ
ورغم
الحِمامِ... ورغم خفافيشِ كهْفِ الظّلامِ
سيهْفُو
القصيدُ سِلالًا... سِلالًا
تُنضّدُ
عَشْتارُ فيهَا غلالًا
وزهْرًا وعطْرا
ونُورًا...
وأعلامَ
نَصرٍ... وأقْداحَ دَرٍّ
وألوانَ
وردٍ
هِلالا ونجْمةَ
عزٍّ وسَعْدٍ
فنحْيا ويَحْيا
الوطنْ.
أحِبُّ
القصيدَ... أحِبُّ الوطنْ.
فنحنُ القصیدُ...ونحنُ
الوطنْ.
سعيدة
باش طبجي/
تونس
*اقتباس
من قولة الشاعر الصغير أولاد أحمد:(أحبّ البلاد كما لا يحبّ البلاد أحد...)