|
الشاعرة: سعيدة باش طبجي/ تونس |
اشطُب
حُرُوفَک
عَلَّبتُ
أشواقِي وأحلامِي ونَبضِي
حِینَ صَارَ
الجَمرُ ثلجًا
واللّظی
أضحَی رَمادًا
في نِفايات
الهَباء
و عَلی
رُفُوفِ خزاٸنِ الإهمالِ و النّسیانِ
في لَیلِ
الضَّنی رَصَّفتُها
وبقَبوِ
أحزانِ النَّوی حَنّطتُها
خَوفًا من
الرّیحِ الغضُوبِ تَذُرُّها
نُتَفا
بأمداءِ التَّشَظّي...
فِي
مَتاهاتِ الشَّقاء
إذ قُلتُ في
نَفسِي: لَعلَّ الشَّوقَ یُبعَثُ
ذاتَ عشقٍ
ذاتَ جَمرٍ...
ذاتَ شِعرٍ
یُنقِذُ
الأحلَامَ من جُرفِ الرَّزایَا..
من سَرادِیبِ
العَفاء...
مَازِلتُ
اؔملُ
أن یَضُخَّ
الشِّعرُ شَهدًا
ذَاتَ بَعثٍ
من عَناقیدِ
الحَلاوةِ... والطَّلاوةِ
والطَّرَاوةِ...
والنَّقاء...
مَازلتُ
اُومِنُ أن بَطنَ الأرضِ
یَکنِزُ للوَرَی
خِصبًا
سَیَسرِي في
مَسامَاتِ الحَیاةِ
وفي شَرایین
الوُجُودِ
غماٸمًا ونَساٸمًا
وحَماٸمًا
تهمِي
سَلامًا مِن حُبَیبَاتِ الرَّوَاء...
مَازِلتُ
أحلُمُ ذاتَ أمنٍ
أن تمِیسَ
سَنابلٌ
وتَرِنَّ في
شَفقِ الأصیلِ بَلابلٌ
وتَتیهَ في
الأفقِ الرَّحِیبِ أیاٸلٌ
ومَواسمُ
السِّلمِ الخَصیبِ تَزِفُّ حُسناً للرّبیعِ
فَتَرقُصُ الأحلَامُ
ثَملَی
في دُرُوبِ
الإشتِهاء...
مازلتُ
أطمَعُ ذاتَ نَبضٍ
أن نَهُزّ
بِجِذعِ نَخلِ الحَرفِ
یَهمِي
العَدلُ أغراسًا
تُرَوّي
المُسغَبینَ المُتعَبینَ
جَداولًا
مِن جُودِ أعذاقِ العَطاء
وأناملُ
الحَرفِ الشّفیفِ تحُوکُ
بالأشواقِ
بُردًا مِن غِلالاتِ التآخِي
والرَّخَاء
حِینَ
المَحَبَّةُ تُخرِسُ الأجراسَ في حَلقِ الرَّدَی
حِینَ
الضَّمیرُ یُفِیقُ مِن إغفاءةِ الحِقدِ الدَّفینِ
وحِینَ یُوصَدُ
بابُ رُعبٍ
شَرَّعتهُ
الرّیحُ في وَجهِ المَدَی
رِیحُ
الخَساسةِ والنّجَاسَةِ
تحصِدُ
الأروَاحَ...
تَغرِسُ في
شَرایِینِ الحَیاةِ
مُدَی
الفَنَاء
حِینَ
الحَمامةُ والیَمامةُ
والشّهامَةُ
والکَرامَةُ...
مِثلَ نَهرِ
النُّورِ تَسرِي
فَوقَ
أرصِفةِ المَحبَّةِ والتّسَامُحِ
والوَفاء
ومَجرّةُ
الأحلَامِ تَهزِمُ لیلَنَا الدَّاجِي
فتَجمَعُنا
مَواعیدُ الغرامِ
مَع الضِّیاء
ومِن
الرَّمادِ تَهُبُّ عَنقاءُ الحیاةِ
تُعانقُ
الأفقَ المُتیّمَ بالرَّحابةِ والصَّبابةِ
واللّمَی والانتِشَاء.
*****
هَل يا
تُرى... حَقًّا أنا مازلتُ أطمعُ... یا تُری؟؟
أم أنتِ یا
رُوحِي العَلیلةُ والمَشُوقة تطمَعِین؟
عَن أيّ
حُلمٍ یا تُرَی تَتَحدَّثين؟
زَرَعُوا
الرَّدَی...
قَد
أجهَضُوا الحُلمَ الّذي حَمَلت رُٶَاکِ
فلا اشتهاءَ
ولا انتِشاءَ
ولا امتِلاءَ
ولا انتِمَاء
عن أي بَعثٍ
یا حُرُوفي تَبحَثین؟
فَعراٸسُ
النّبضِ الفَقیدِ تَرمَّلَت
وتَزَمّلت
بِشُفُوفِها
وتَسَربَلَت
بِحُتُوفها
وتَدَثّرت
بِصَقِیعِها
ورَثت
ضِیاءَ رَبیعِهَا
ما عَاد حُلمٌ
للقَصیدِ سِوَی الرِّثَاء.
اُشطُب
حُرُوفک یا یَرَاعِي
مِن سُطُور
مُسغَباتٍ... خامِلاتٍ... عاقِراتٍ
لیسَ
تَحمِلُ من رُٶاکَ سِوی الجُفَاء
اشطُب
حُرُوفَک مِن کتابِ العِشقِ
من سِفر
الأماني والمَحَبّةِ والکَرامةِ والإِباء
سَافِر إلی
جُزُرِ الضّیاعِ
ومَربَعِ
الصّمتِ المُكفّنِ بالأسَى
ما عُدتَ
تَحمِلُ في حُروفکِ حُلمَنا
ما عُدتَ
تزرَعُ أفقَ شِعري بالنّوارسِ والرُّٶَی
فاشطُب
حُرُوفک بل رُٶاکَ
وکلَّ مَا
في جَعبةِ الأشعارِ من هَذَر الخَیالِ
ومِن
هَبَاءَات الهُرَاء.
اُشطُب
حُرُوفَکَ
لَیسَ
تَحمِلُ مِن رُؤاکَ سِوی الطَّوَى
أقلامُنا
أحلامُنا...
فإذَا
تَهاوَی الحُلمُ في جُرف النَّوى
وتَخضّبَ
النّبضُ العلیلُ
بِقِوسِ
ألوانِ الجَوَى
مَاذا تبقّی
للیَراعِ
سِوی
التّحَسُّرِ والتّصَحُّرِ والخَواء؟
مَاذا تبقَّی
في المَدَی
غیر الذّٸابِ
ترُودُ في الأرجاءِ
تُهدِي
الأُفقَ أنیابَ العُواء؟
مَاذا تبقَّی
غیرُ إسفلتٍ
ظَميءٍ للدِّماءِ
وغیرُ
أرصفةِ الرَّدی
تحسُو
فتَشرَقُ مِن نَجیعِ الأبرِیاء؟
مَاذا تبقّی
غیر أجنحةٍ مُکبَّلةٍ
وبَوَّاباتِ
رُعبٍ شُرِّعَت
ومواسمٍ
للانتِحارِ
وغمغماتٍ
مِن نشیجٍ
حینَ یَحصِدُ
مِنجلُ المَوتِ الغَضُوبِ
زُهورَ أفیاءِ
الطُّفولةِ والبراءةِ والنّقَاء؟
تَعِبَت
حُرُوفي
وهي تَنبُشُ
في نِفَایاتِ الحَیاةِ
عَن البَقایا
مِن نَقاءٍ أو بَقاء
نَاءَت
بأحمَالِ الدّمَاءِ فلا تَرَی
إلّا
مَواکبَ للحِمامِ
ولَا یُطالعُها
سِوَی دَربِ الفَناء
وعُیُونُها
قد غَاضَ فِیها
نُورُ شوقٍ..
لیسَ یَرسُو
في شَواطِٸِها
سِوَی صَابِ
الجَوَی
وأُجَاجِ
مَاء
مَسکُونةٌ
بِأَنينِ أجراسِ الأسَی
وشِعابُها لیلٌ
طویلٌ
لَیسَ یعقُبُهُ
سِوی مَوتِ الضِّیَاء
ورَمادُ
حُلمٍ کالشَّظایَا فی فَمِ المَعنَی
وثَغرُ
الجَدبِ یَقتاتُ القَوافي
والمَجازُ یَلُوکُهُ
شِدقُ الخَواء
هَشِّم مَرایَاکَ
المُحَدَّبَةَ الّتي خَدَعَت رُٶاکَ
فلیسَ یَعکسُ
رَجعُها إلّا التّشَظّي
والوَنَی والِانحِنَاء
اِبرَأ من
الحَرفِ المُدَثّرِ بالسَّقامِ
وفتنةِ
الکَلِمِ المُخَضّبِ بالسّرَابِ
وبالغِوایةِ
والرِّیَاء
لا حَلّ
إلّا أن أُرِیقَ مَحَابِرِي
وأبیعَ
أقلامِي وقِرطاسِي بأسوَاقِ الکسَادِ
وأُسدِلَ
الأحزانَ فوقَ مِهادِ أحلَامِ المَحبّةِ
والصَّفاء؟
وأقول والأشجانُ
تَزردُ للحُرُوفِ بُرُودَ عتمٍ
من خیوطِ
العُقمِ... من نَسجِ العَرَاء:
هل نَحنُ
باقُون وهَل للحُلمِ والشّعرِ البَقَاء؟
هل نَحنُ
باقُونَ
وهَل مازالَ
في الأوطانِ والإنسانِ
بَعضٌ أو
بَقایَا مِن حَیاةٍ أو حَیَاء؟
سعیدة
باش طبجي/ تونس