أشواق مغترب
رغم
النوى بودّي لو ألاقيها
أين
الجناح التي للدّوح تحملنا
والروح
باكية تهفو لماضيها؟
ما
عدت طيرا على الأفنان منتحبا
يكفي
الجوانح أوجاعا تعانيها
قيثارتي
قد غدت خرساء موجعة
ما
عاد يطربها لحن ويشجيها
يا
غيمة الفجر في أوطاننا هطلت
ونسمة
السحر هبّت في روابيها
هلاّ
حملت لها شوقا يعذّبنا
ولهفة
للحمى طالت لياليها؟
أهكذا
حلمنا يطوى على عجل
في
لمحة وعهود الحبّ نطويها؟
كأنّنا
لم نذق طعما لها أبدا
ولا
شدونا وذبنا صبوة فيها
حتّى
متى صورة الأوطان تأسرنا
إمّا
نأينا وغبنا عن مغانيها؟
كأنّما
الطائر الهيمان ودّعها
حينا
وعاد بأشواق يغنّيها
أوطاننا
واحة في القلب إن خفيت
بكى
الفؤاد وهل يسلو مغانيها؟
خمائل ورياحين
وأودية
لهفي
على القلب كم يهفو لواديها !
من
كثرة الشّوق قلبي بات منكسرا
ومن
حنيني، على بعد أناديها
لو
كنت أختار ما ودّعت جنّتها
حينا
ولا كان قلبي اليوم يبكيها
مرارة
هذه في الضّلع أحملها
ولهفة
كيف يا قلبي سأخفيها؟
أشتاق
رشفة ماء من مناهلها
ونسمة
عبقت فيها أقاحيها
وغيبة
في مغانيها تقربني
إلى
حدائق فاحت في نواحيها
روحي
إليها على نار فواسقمي
من
للجوانح إن حنّت، يسلّيها؟
لا
تبك وحدك يا قلبي على طلل
لكم
بكى الغيم أطلالا همى فيها
لا
يرجع الدمع أوطانا لنا بعدت
ولا
القصائد تجدينا قوافيها
فلا
همى العطر إلّا في خمائلها
ولا
بكى الغيم إلّا في حواشيها !
ودّع
ربيعك لا أقمار ترقبها
ولا
نجوم ولا أزهار تهديها !
البشير
المشرقي/ تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يتم نشر التعليق بعد المراجعة