الشاعرة: سعيدة باش طبجي/ تونس |
لا
تَسْرقْ الفَجْرَ مِنّي
قَصَدْتُکَ
والأُفْقُ یَغْمِزُ عَیْنِي
وصَوتُ هَدِیرِکَ
یَهفُو لِأُذْنِي
أُسَرِّحُ
طَرْفِي بِألْوانِ غَمْرِکَ
یَا بَحْرُ...
لا تُغلِقْ الأُفْقَ عَنِّي
ولا
تَحْجِبْ اللّازَوَرْدَ ولا تُعْتِمْ
النُّورَ...
لا تَسْرِقْ الفَجْرَ مِنِّي
سَأرْمِي
شُجُونِي عَلَی حَدِّ صَخْرِکَ
یا بَحْرُ...
مَزِّقْ جَلؔابِیبَ حُزْنِي
لِأَسبَحَ
بَینَ ذِراعَیْکَ عِشْقًا
وأنْتَ
بِوَصْلِکَ تَغْتَالُ غَبْنِي
يُدَثّرُني
الزَّبَدُ المُسْتَهَامُ
غِلالةَ عطْفٍ
شَفِيفٍ كَمُزْنِ
فأرْکَبُ
غَمْرَکَ یَحْمِلُنِي
لِجَزاٸِرِ
عِشْقٍ بِأَرْضِ التَّمَنِّي
تُهَدْهِدُني
سِنْدِبادًا وتَمْلأُ
أُرْجُوحَتِي
لٶْلٶًا دُونَ مَنِّ
فأجْمَعُ
دُرًّا ومَرْجَانَ سِحْرٍ
وأصْنَعُ
تاجًا لِحَسْناءِ فَنِّي
أَعُبُّ
مِنَ المَوْجِ خَمْرَ التَّحَدِّي
وأُتْرِعُ
بالنُّورِ کَأْسِي ودَنِّي
وأَنْسِجُ
مِن لَازَوَرْدِکَ غَیْمًا
حَرِیرًا ومِنْ
کُلِّ شَکلٍ ولَونِ.
فَقُلْ لِي
أیَا بَحْرُ باللّهِ قُلْ لِي
مَتَی
يَبْلٌغُ الشِّعْرُ أُفْقَ التَغَنِّي؟
مَتَی یَبْلُغُ
السَفَرُ المُنتَهَی فِي
مَدَاکَ فیَنْسَابُ
حِبْرِي ولَحْنِي؟
مَتَی یَبْلُغُ
الشَّوْقُ فِي رَکْبِنا
مُبْتَغَاهُ
بِدَرْبِ الجَنَی لَا التَّجَنِي؟
مَتَی یَتَدَفَّقُ
نُورُ الأمَانِي
بِشَهْقَةِ فَجْرٍ
تُفَجِّرُ ظَنِّي؟
فَمَا
الفَجْرُ إلَّا اصْطِدَامُ ظَلَامٍ
بِمَوْلدِ نُورِ
المُنَی والتَّمَنِّي
فَدَعْنِي
ألَمْلِمُ أشْتَاتَ حُلْمِي
وأشْحَنُ
بِالنُّورِ قَلبِي وذهْنِي
ومَوْسِقْ
حُرُوفِي عَلی نُوتَةِ
المَوْجِ...
حَرّکْ بَيَانِي عَليْها وغَنِّ
ومِنْ
هَوْلِ أغْوارِ عُمْقِکِ حَرِّرْ
مَواسِمَ
عُمْرِي وشِعْرِي وصُنِّي
وذَرْني أهِیمُ
عَلی سَاعِدَیکَ
بِرَکْبِ
اشتِیَاقِي ولَا تُقْصِیَنِّي
سَأطْوي
سِجِلَّاتِ ماضٍ عَقِيمٍ
فلَا
تَحْسِر المَدَّ والجَزْرَ عَنِّي
وخُذْني
علَى صَهْوَةِ الزَّبَدِ
المُسْتَهامِ
إلَى شَفَقِ الحُلْمِ..خُذْنِي
ودَعْني
لِمَوْجَتكَ المُشْتَهاةِ
أعُبُّ
لَمَاهَا.. ولَا تَمْنَعَنِّي
فَمِنْکَ
أطِلُّ عَلَی جُزُرِ الاِنْتِشاءِ
وأسْکُنُ
أوْطانَ أمْنِ
وأنْتَ
تُطِلُّ عَلی مُدُنِ الحُلْمِ
والعِشْقِ والشَّوْقِ
والشِّعْرِ مِنِّي.
سعيدة
باش طبجي/ تونس