‏إظهار الرسائل ذات التسميات حوار. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات حوار. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 15 يناير 2021

خُلقَ إنساناً (شيزوفرينيا )، حوار أداره الأديب سليمان نحيلي مع الأديبة عنان محروس

 
خُلقَ إنساناً (شيزوفرينيا ) ...

حوار أداره الأديب سليمان نحيلي مع الأديبة عنان محروس

باكورة روايات الأديبة الأردنيّة عنان محروس الصادرة عام 2019 .

تنتمي الرواية إلى الخط الاجتماعي، حيث تتناول الناس المهملين سكان العالم السفلي والمحرومين حتّى من حقّ النسب. حكاية بطلها طفل فتكت الحرب الأهلية في لبنان بوالديه فتلقّفته امرأة وزوجها ليمنحاه أبوّتهما عبر تزوير وثيقة ميلاده ونسبه مع عدد من الأطفال لتقوم بإساءة معاملتهم واستغلالهم في التسوّل لأجلها، ودفع البنت سلمى لبيع جسدها في سوق الرذيلة. وليظهر لدى الطفل مرض انفصام الشخصيّة الذي يتحكّم بتصرّفاته.

وبمناسبة صدور هذه الرواية، كان لنا فرصة اللّقاء مع الأديبة عنان محروس لتسليط المزيد من الضوء عليها.

- في روايتك ( خُلق إنساناً ) استخدمت تقنية العنوان الفرعي ( شيزوفرينيا )، غالباً عندما يلجأ الكاتب إلى هذه التقنية يكون الهدف من ورائها بحسبان الارتباط بين العنوانين تفسير أو تكميل العنوان الرئيسي وتسليط حزمة ضوئية مكثّفة على جوّ الرواية وفتح آفاق الاستفسار والتصوّرات عن أحداثها بما يولد نوعاً من الجذب لدى القارئ،

.فإلى أيّ مدى يشغلك العنوان بشكل عامّ؟ وإلام كنت ترمين من وراء وضع فرعي لروايتك؟

*العنوان ليس فقط عتبة النص، بل هو نصّ مُوازٍ يبني الفكرة، وعنوان الرواية له تأثير خاص عند المتلقّي الواعي، والقادر على تحليل التركيب النحوي والنفسي للعنوان، وسبر غور العلاقة المنشودة، بين فرعيّ عنوان الرواية.

- فضّلت الأدبية عنان المحروس في عمليّة البناء الحكائي للرواية استخدام أسلوب السرد الذاتي للأحداث على لسان الأشخاص، فتمّ تقسيم الرواية إلى فصلين رئيسين حيث تولّى سرد أحداث كلّ فصل أحد البطلين الرئيسين في الرواية آدم – مريم

 . بقناعتك ماذا يقدّم هذا الأسلوب في السرد للكاتبة وللقارئ وللرواية معاً وبمعنى آخر ما سبب رجحان استخدام هذا الأسلوب في روايتك؟

*غلبة ضمائر المتكلّم في السرد، من خلال لسان أبطال الرواية، يجعل الرواية حيادية ومنطقية أكثر، وتعدّد الرواة، لعبة مسار حبكة الرواية والتشويق، لتحيل عناصر المفاجأة إلى جوارح القارئ وتكتمل الصورة

- لقد تم توظيف الاسم ( آدم ) في الرواية بشكل منتج وناجح كإسم يحمل دلالة تاريخية كبرى باعتباره أبو البشرية جمعاء قبل أن تتناهب الإنسانيةَ النزاعاتُ العرقية والطائفية والقومية وغيرها فهل سعيتِ بالمقابل إلى توظيف اسم مريم حين منحته للبطلة في الرواية وما الصلة بين مريم آل عمران ومريم التي رسمتها عنان؟

*آدم قصة موت نفسي، لم يعرف للحياة معنى، يشبه الكثير والكثير من البشر منذ ظهور آدم عليه السلام على الأرض، أمّا مريم فقد يكون صلتها مع مريم آل عمران يتعدّى الاسم إلى الظلم الذي وقع عليهما.

- أستاذة عنان من الناحية الزمنية والواقعية ولد ( الحبّ ) كشعور إنساني نبيل لدى الإنسان قبل ( الطائفية أو القومية أو العرق ) كمعطى بشري

.وعطفاً على الرواية وبحسبان اختلاف طائفتي كلّ من البطلين آدم ومريم، هل ذهبت الكاتبة في روايتها إلى ترسيخ مقولة أنّ الحبّ ينبغي أن يكسر الحواجز والخلافات بين بني البشر وأنّ الصفة الإنسانية هي القاسم والمعيار المشترك الأوحد بينهم وأنّه لا فضل لفردٍ على فردٍ إلا بالانسانية ؟ وبالتالي هل يشكل الزواج العابر للطوائف حلاًّ لمشكلة التجاذب الطائفي التي تحتدم في مسائل حسّاسة كالزواج أم أنّه بالعكس يُسعّرُ مسألة التجاذب الطائفي وخاصّةً عندما يثمر الزواج عند إنجاب أولاد وانخراطهم في مجتمعهم الواسع الرافض أساساً لتقبّل زواج مختلفي الطوائف؟ وإلى أيّ مدى ينطبق هذا الأمر مع مقولة: اإنّ قانون الحبّ هو الجنون وقانون الزواج هو العقل؟

*الدين لله والمحبّة للبشر. ولكن ما قيمة العقل بعيدًا عن العاطفة، وما قيمة الجسد بعيدًا عن الروح وبالتالي ما قيمة الدّين والإنسانية بعيدًا عن الأخلاق.

- ظهر البطل آدم في الرواية كضحيّة لمجتمع فتكت به الحرب الأهلية فهو طفل مجهول النسب تمّ تزوير نسبه وإلحاقة بأبوين لم ينجباه، فأضحى إنساناً مأزوماً محروماً مقهوراً، ولكنّه ذكيٌّ بنفس الوقت، وبالرغم من تفوّقه الدراسي إلاّ أنّ حقيقة نسبه وماضيه ظلاّ يلاحقانه، والسؤال أليس من المقبول وفقاً للتحليل النفسي لشخصية آدم القول إنّ حبّه وزواجه من مريم كان الهدف منه تلبية نداء مكنون في أعماقه وهو قطع الصلة مع ماضيه والخلاص من هاجس نسبه المجهول بالاقتران بمريم ابنة العائلة المعروفة ذات الجمال والمال؟ أم أنّه كان يبحث عن أم ًّ حنون تعوضه عمّا عاناه من فقدان أمّه الحقيقية وعن قساوة بهية أمه على الورق ربما وجدها بمريم؟

*لابدّ آدم بحث عن جميع ما ذكرت بمريم، لأنّ شخصية آدم لا تقرأ بمؤشّر واحد بل بعدّة مؤشرات، تباعًا على حسب المرحلة العمرية وما تعرّض له في حياته.

- يبدو من الرواية أنّ القدر استجاب لرغبات آدم الدفينة المتمثّلة بقطع صلته بماضيه من خلال موت من يعرفون حقيقته (الشيخ عماد ، أبو مريم ، سلمى ...) فهل يمكن أن يتكرّر ذلك مع آدم آخر على أرض الواقع؟

*الأماني محرّك حياتنا الخفيّ، والسّوي نفسيًا وعقليًا، لا يسعى إلى تسيير الأمور وفقًا لأمانيه إن تعارضت مع الخير لغيره، فلا يعالج الشرّ بالشرّ. لكنّ آدم إنسان غير سويّ بل مريض بسرطان الأمراض النفسية ( الشيزفيرينيا).

- ظهرت الرواية الشيخ عماد كرجل دين حقيقي منفتح ونبيل احتضن آدم ورعاه وعلّمه وأمّن له عملاً مرموقاً.

ترى كم من الشيخ عماد في مجتمعاتنا؟ وهل تكفي المبادرات الفردية لحلّ مشكلة خطيرة لمشكلة الأطفال ضحايا حرب الكبار؟

*الجهود الفردية لا تكفي طبعًا، بل نحتاج إلى تضافر جهود المؤسّسات المعنية، أمّا الشيخ عماد فيرمز في الرواية إلى كلّ محسن كريم، و إلى الضمائر الحية.

- عند عودة الشيخ عماد من عند أبي مريم حينما ذهب لإطلاعه على حقيقة آدم قبل مباشرة العمل لديه يصف آدم الشيخ عماد فيقول: (عاد شيخي مقطب الحاجبين فانهار أملي بيقظة الإنسانية والتسامح في قلوب البشر).

وعلى الرغم من أنّ المشهد يبدو كدعابة من قبل الشيخ عماد لآدم كمحاولة لتمثيل حالة رفض أبي مريم التحاق آدم بالعمل لديه الذي وافق بكلّ نبلٍ ومحبّة. ألا يمكننا السؤال عن ماذا قدّم هذا الموقف المخاتل من قبل الشيخ عماد للرواية، وهل كان من صالح آدم من الناحية النفسية؟ وماذا أرادت الكاتبة القول؟

ألا يشي هذا الموقف بقناعة مجتمعية راسخة في لاوعي الشيخ عماد (بالرغم من نقائه وخيريته) تقوم على رفض التعامل مع أمثال حالة آدم؟

*نحن نعيش في تجاذب وجدال مستمرّ، ما بين الخير والشرّ، هي قضية البشرية في كلّ عصر وحين، الكيان البشري ينجذب إلى خصائص الطين فينا، ولكن سمو أرواحنا تحاول تحقيق الخير والجمال، وهذا ما حدث مع أبي مريم.

- بدت علاقة آدم بالمكان متذبذبة وواعية في معظم مراحل الرواية، فهل يعزى ذلك إلى رغبة آدم المأزوم من واقعه بالاانفصال عن حقيقته وماضيه اللذان يلاحقانه، أم أنّه محاولة من الكاتبة لإسقاط الرواية وأحداثها على أشخاص آخرين مثل آدم وفي أماكن أخرى من العالم؟ هل ذلك من قبل تصدير الرواية إلى مجتمعات مماثلة لمجتمع آدم ، بمعنى هل تنحصر هذه الرواية ضمن حدود مكانها في المجتمع اللبناني بظروفه المذكورة في الرواية؟

*الاغتصاب الذي تعرّض له بطل الرواية، شكّل تحولًا ومنعطفًا خطيرًا في حياته. ولا أخص أبدًا المجتمع اللبناني بالذات، بل المجتمع العربي بأكمله الذي يتقلّب على تلٍّ من الخطيئة.

- هل يستطيع القارئ القول إنّ مريم في الرواية انتصرتْ للأمومة على حساب الحبّ والزواج؟

وهل يُبرّر لمريم تلبيتها لغريزتها ولو كانت نبيلة (الأمومة أن تكون خارج مؤسسة الزواج ) أي أن تحمل الجنين سفاحاً من غير زوجها؟

 ومن جهة أخرى أليس من الممكن لو أتمّت مريم الحمل وأنجبت أن يولد لدينا آدم آخر كآدم البطل مع اختلاف بعض التفاصيل؟

وهل في عدم المضي بمريم حتّى الأنجاب هو انتصار للأخلاق من قبل الكاتبة بحسبان عدم مشروعية الحمل أم أنّه تفريغ لعقدة آدم لكرهه للأولاد؟

*الأمومة أكبر محفّز لإنسانيّتنا، ومريم إنسانة ترتكب المعاصي والزلات، لم تكن ملاكًا، وإن انتصرت في النهاية للخير لتعيد ترتيب الفجوات والأخطاء في حياتها، إلى المسير القويم والعطاء.

- حفلت الرواية بصور وتراكيب ومقاطع شعريّة عديدة هامّة لكِ، ولعلّ هذا ليس غريباً عليك باعتبار أنّك تكتبين الشعر ولديك مجموعة شعرية ( ترجّل ) هل هذا يعني أنّ الرواية يمكن أن تستوعب أكثر من فن، وأين تجد عنان نفسها في الرواية أم الشعر؟

*في الحقيقة (هواجس، ترجل) هو عبارة عن مجموعة نصوص نثرية، فلا أعتقد أني شاعرة، سبقها مجموعة قصصية بعنوان (أغدًا ألقاك) ومسرحية (الجوكر) ولا أنسى (سلسلة حكايات ماما عنان ) للأطفال... يرى كثير من النقاد أنّ القص وباقي فنون الحرف طريقة طبيعية للنموّ الروائي، لكنّ القالب الذي يميل له قلمي، الرواية والقصّة.

- ويتساءل القرّاء عن مصير البطلين آدم ومريم وهل يخبئ لنا الجزء الثاني من الرواية مفاجآت ما تشغل العملية الدرامية على مدار رواية قادمة، أم أن ّ الكاتبة تبقى ميّالة لآدم الكاره للمفاجآت؟

*لننتظر... ربّما القادم سيقلب رّدة فعل القارئ والنقاد، رأسًا على عقب. وربّما آدم يكره المفاجآت، أّما عنان فتتبنّاها وتميل إليها في العمل السردي.

_بدا البطل آدم كناكرٍ لجميل الشيخ عماد الذي اعتبره كابنه واحتضنه صغيراً ورعاه كبيراً بكلّ محبة وتفان.

وتفان وذلك حين انهال على الشّيخ تقريعاً وصبٍّ جام غضبه من المجتمع على الشيخ عماد كثيراً كما لو أنّه يمثّل المجتمع وذلك عندما بيّن له الشيخ محاذير الدّخول في علاقة حبّ مع مريم ذات الدّين المختلف، هل تتّفقين مع هذا الرأي؟

*مبادئ وشرائع عديدة، نؤمن ولا نعمل بها. لذلك نقول ما لا نفعل للأسف، النظريات سهلة، لكن أرض الواقع فمعبد الصعوبات والعثرات.

- سؤال أخير أستاذة عنان، تناهى إلى سمعنا وجود مفاوضات مع شركة إنتاج فني لتحويل روايتك إلى فيلم سينمائي، ما حقيقة ذلك؟

*نعم، كان هناك مشروع تحويل الرواية إلى سيناريو، ولكن جائحة كورونا كانت حائلًا وعائقًا حيث أوقفت العمل حاليًا على أمل أن تعود لنا الحياة نقيّة.

_كلمة أخيرة تحبّين قولها؟

*أقتبس جملة مريم الأخيرة في الرواية (كلّنا مصابون بالفصام يا عزيزي، وطرق الحياة لا تقود إلاّ لمتاهة)

امتناني لكم وخالص شكري...

حوار بقلم الأديب سليمان نحيلي مع الأديبة عنان محروس

 

 

 

 

الاثنين، 17 أغسطس 2020

محمّد صوالحة يحاور الشاعرة لودي شمس الدّين

الشاعر: محمّد صوالحة/ الأردن
حوار محمد صوالحة مع الشّاعرة اللبنانيّة لودي شمس الدّين
الشاعرة: لودي شمس الدّين/ لبنان


ضيفتنا شاعرة لبنانية بعمر الورد استطاعت أن تثبت وجودها بالسّاحة الثقافيّة والأدبيّة اللّبنانية رغم صغر سنّها... حين تقرأ قصائدها تشعر أنّك أمام لوحة فنّيّة جميلة زركشتها الألوان وعطرتها الأحاسيس وصدق العاطفة.
لها قاموسها الخاصّ وصورها الفنّية الخاصّة بها .
وأنت تقرأ لها تحسّ بصدقها... بصدق عاطفتها وتدفّق مشاعرها.
حين تقرأ لها تأخذك بكلماتها إلى حيث الخيال المحلق وتجبرك على تأمّل كلماتها.
الشاعرة والمثقّفة اللّبنانية لودي شمس الدّين هي ابنة الجنوب... ابنة البطولة والمقاومة والصّمود ابنة الأرض الخصبة المعطاءة أخت البحر... والتّاريخ والحضارة... لِنَبْقَ مع الشّاعرة لودي شمس الدّين. صاحبة ديوان (ساكن الكلمات)
** هل يمكن للقارئ أن يتعرّف على هويّة الأديبة لودي شمس الدّين؟
- إنّني شاعرة جنوبيّة لبنانيّة الهويّة عروبيّة الانتماء وهذا فخر بجذوري وفي قلبي محبَّة لكلّ أبناء وطني وأبناء الوطن العربي.

** هل يمكن أن نتعرف على علاقة ضيفتنا مع الكتاب؟ وماذا تقرائين؟
- بالطبع لديّ بعض العلاقات الجيّدة والجميلة مع بعض الكتّاب، أقرأ للدّكتور والشّاعر الكبير محمّد علي شمس الدين، بابلو نيرودا، خايمي سابينس، سيلفيا بلاث، آرثور رامبو، فيديريكو لوركا، بول إيلوار، الأخطل الصغير...

** المتابع لكتابات الأديبة الشابّة يلاحظ تمتّعها بموهبة عالية بالرسم بالكلمات، وهنا السؤال سيكون مباشر كيف تتعاملين مع القصيدة، وكيف تصطادين الصّورة الفنّية الخاصّة بك؟
- حقيقة أتعامل مع القصيدة كأنّها طفلتي أي أحبّها قبل ولادتها، أثناء ولادتها وبعد ولادتها أضمّها بقوّة لقلبي، إضافة إلى أنّ مرايا قصائدي هي من الطّبيعة فصوري الفنّية أكثرها مستوحاة منها .

** وأيضاً المتابع لكتابات لودي يلاحظ أنّ محور كتاباتها في أغلب النّصوص وعلى الأقلّ ما أسعفني الحظّ بقراءته ثابت، وهو الأمّ فماذا تعني لك الأمّ، وكيف تتعاملين معها وماذا يعني ابتعادك عنها؟
 -الأمّ هي آية من الحنان وسورة أولى للأمان،
الأمّ هي المحبوبة، الصديقة، الرسولة، الفراشة الذهبيّة وصورة قدسيّة عن جمال الله وكرمه.
وبشكل خاصّ أمّي هي حبيبتي ورفيقتي،
كان ومازال جلدها الياسميني فستاني الأجمل،
وعيناها الخضراوان مدادي الأعذب، وأصابعها الدّافئة أقراص من الشّمس بين كفّي...
كلّ تفصيل من تفاصيل أمّي يلهمني لكتابة آلاف القصائد لها.
حتما كلامي عن الأمّ لا ينتهي، لا أتمكّن من أن أصف ربَّة قلبي ووالدة عمري.

** أتحدث السماء والبحر بذات اللون، فماذا يعني لك البحر وبماذا يوحي لك؟
-البحر محبوبي وصديقي، ألجأ إليه وأجالسه دائما.
أحبّ تفاصيله كزبده، صوت موجه، ومحاره...
بإمكاني أن أجلس لساعات عديدة وأنا أتأمّله بكلّ حالاته، فمثلا كيف تنزل الشّمس كطفلةٍ من السّماء لتستحمّ بمائه وكيف يحاول بأن يقبض على القمر بأطراف أصابعه.
وحقيقة كتبت العديد من القصائد وأنا برفقته. وهو يوحي لي بجمال الخالق وإبداعه في نحته كلوحة فنية للطبيعة.

** بيروت... المدينة الّتي زنارها البحر... وتحرسها الجبال، كيف تنظرين إليها؟
- بيروت هي كعبة الله الخضراء، نعناعة الحرّيّة، وفيروزة الهوى وأرزة السّماء الخجولة.
وهي كالآلهة يُصلَّى لكلّ وردة فيها،
لِكُلِّ طير، لِكُلِّ فراشة، وكُلِّ سنبلةٍ...

** من خلال متابعة الأديبة لودي يلاحظ القارئ أنّك مطالعة للأدب الغربي فما مدى تأثّرك به؟ وفي الأدب العربي لمن تقرأ الأديبة المبدعة؟
- نعم، أطالع بشكل مكثّف الأدب الغربي، لأنّه له لونه الخاصّ وجماله الخاصّ، فمثلا هناك العديد من الشعراء الغربيين يدهشوني بصورهم الفنّية للقصيدة وحتى بالبناء المميّز والمتفرّد لها.
فعلاً، أشعر برقصات الفراشات ورعشات الورد وارتباك الغيم داخل قصائدهم.
وبالطبع أقرأ في الأدب العربي للشاعر الكبير محمد علي شمس الدين، أنسي الحاج، نزار قباني، سميح القاسم، محمود درويش...

** يلاحظ أيضا ارتباطك بالألوان الأزرق والأبيض والأخضر وتناغم في الكلمات فما علاقة لودي بالفنّ التشكيلي وما علاقتها بالموسيقى؟ لماذا تركّز لودي على المحيط حيث تبدأ منه ثمّ تعود للمحور لتظهر فكرة النصّ أو محوره من خلال محيطه؟
- حقيقة أحبّ أن أُمهَّد صورة فنّية صغيرة للموضوع الأساسي للقصيدة. وكما ذكرت أحبّ أن أصبغ قصائدي بالألوان. أعتبر الكلمات بحاجة للألوان الّتي تشير للحياة والأمل كالأزرق لون السماء والبحر، والأخضر الّذي هو رداء الطبيعة.

** أنت التحقت بموقع التواصل الاجتماعي منذ منتصف العام 2016 وكان نشرك قليلا وفي العام 2016 لم تنشري أيّت من نصوصك... وفي أواخر العام 2017 بدأت بنشر نصوصك على هذا الموقع وبدأ القارئ بالتعرّف على كتاباتك الّتي كانت قصيرة جدّا. وفي العام 2018 بدأت نشر قصائدك النثريّة وبشكل مستمرّ. لماذا هذا الفاصل الزمني بين البداية في التعامل مع موقع التواصل الاجتماعي وبين نشر نصوصك الإبداعيّة... وماذا قدّم لك هذا الموقع وماذا يعني لك القارئ؟
- حقيقة في عام 2016 لم أعطِ اهتماما كبيرا لمواقع التواصل الاجتماعي ولم أنشر إلاّ بشكل قليل واكتشف موهبتي الشعريّة الشاعر الكبير محمد علي شمس الدّين ولكن كنت أكتب من عمر الرابعة عشر.
وفي عام 2017 بدأت بالنّشر مقاطع قصيرة من القصائد هذا ما فضّلته طبعًا. أمّا في عام 2018 فبدأت نشر قصائدي بشكل مستمرّ بعد إصداري لديواني الأول "ساكن الكلمات".
ولقد عرّفني هذا الموقع على العديد من الشّعراء المبدعين وعرّف القارئ والشّعراء علي.
والقارئ يعني لي جدّا، تهمّني قراءته العميقة والقيّمة لقصائدي، فسعادتي بالقصيدة جزء كبير منها تكون من سعادة القارئ وحبّه للقصيدة.

**كتبت الشاعرة لودي في الحبّ وكانت لديها الجرأة الكافية الّتي تغيب عن كثير من الكتّاب والكاتبات، فماذا يعني لك الحب؟
- الحبّ هو الحياة لا يمكن أن نحيا بدون الحبّ، والموت والذّوبان المطلق بالمحبوب هو الحياة،
والحبّ كما الشّعر لصيق بلحمي وجلدي، فكيف أفصل ذاتي عنّي؟

**هل كلّ ما يكتبه الكاتب يعني شخصه أم أنّه قد يكتب بكلّ المواضيع والأفكار دون أن تعنيه؟
- بالطبع، نحن نكتب ما نعيش وما نحسّ.
الشّعر هو ما نعيشه يوميا سواء على الصعيد العامّ أو على الصعيد الشخصي.

**عند الاطّلاع على متصفّحك في موقع التواصل الاجتماعي نجد النّصّ الأوّل المكتوب هو نصيحة مهمّة ليت الجميع يعيها وكانت تتعلّق بالأمّ الحسين وأنّه لا يعني الشّيعة أو السّنّة وإنّما يعني الجميع لأنّه وهج ثورة.
فلماذا كان هذا النصّ هو الأوّل ولم تعرّفي على نفسك كأديبة وشاعرة قادمة؟.
- قدوتنا الإمام الحُسَيْن والأئمة والرسل أجمعهم. {لا ملجأ من الله إلاّ إليه}
فالإنسان ليس له سوى ربّه فهو العليم والحكيم والبصير والرّحيم.
لذا أحيانا ألجأ أيضا إلى نشر الآيات القرآنية والإصغاء للأدعية.

 حاورها/ محمّد صوالحة/ الأردن

من نصوص الشاعرة لودي شمس الدّين
*************************************************
يبتعد الموت عنّي كُلَّما اقتربت منك

أستلقي على حافةِ القمر وأقضُم شفتي السماء...
قميصٌ من السحاب الأرجواني يُهدّئ ارتجاف صدري...
ورذاذٌ حليبي يتساقط على شعري الكستنائي...
رائحته برائحة أشجار السنديان الرطِبة...
حبيبي...
تهتَزّ كلّ خلِيّة في جسدي والفضاء الزرقاوي...
كُلَّما سمعت ألحان أنفاسكَ الدافئة...
تُخفِّف من تورُّم الجحيم في مُقلتيّ المُتعبة...
كُلَّما دلَّكتهما برمشيكَ الطويلة والكثيفة...
وتُحرِّك الهواء الفضِّي بخفَّةٍ حول سُرَّتي بقبلاتك البطيئة...
الفجر يشرب دموع الناي...
ثغر البحر يُغنِّي لك...
وأصابع الشجر تُدغدِغ أجنحة الطيور...
حبيبي...
يبتعد الموت عنّي كُلَّما اقتربت منك...
هناك غيمة بنفسجية عالِقة فوق بطنك...
سأعكسها على مرآتي ليبتلِعها الزجاج...
وهناك خيلٌ حِنطاوي فوق فخذيك...
يهوى الرقص على عُشبِ أردافي الناعمة...
فحينما أحببْتُكَ...
صلّيتُ لقدميكَ وعصرتُ أنفاسي فوقها بهدوءٍ...
لأُعظم وجود الكون في هذا العالم الرمادي...
حينَما أحببْتُكَ...
أولَدت فيّ ألف طفلة...
وأنقذت داخلي مائة امرأة كانت ترغب بالانتحار...
الشاعرة: لودي شمس الدّين/ لبنان


مرحبا بكم في مجالس الرّكن النيّر للإبداع

23-4-2020

Flag Counter

أصدقاء مجالس الرّكن النيّر

أبو أمين البجاوي إسماعيل هموني البشير المشرقي البو محفوظ العامريّة سعد الله الفاضل الكثيري أماني المبارك أميرة بن مبارك إيمان بن ابراهيم إيناس أصفري بدوي الجبل بسمة الصحراوي بشر شبيب جمال الدين بن خليفة جميلة القلعي جميلة بلطي عطوي حليمة بوعلاق خالد شوملي خير الدين الشابّي رائد محمد الحواري سعيدة باش طبجي سلوى البحري سليمان نحيلي سنيا مدوري سوف عبيد صابر الهزايمه صالح مورو صباح قدرية (صباح نور الصباح) صبيحة الوشتاتي صفيّة قم بن عبد الجليل عبد الأمير العبادي عبد الحكيم ربيعي عبد العزيز جويدة عبد الفتّاح الغربي عبد الله بن عيسى الموري عبد المجيد يوسف عدنان الغريري عزّ الدين الشّابّي عنان محروس غادة إبراهيم الحسيني فاطمة محمود سعدالله فردوس المذبوح فيروز يوسف فيصل الكردي كفاية عوجان لطفي السنوسي لطفي الشابّي لمياء العلوي لودي شمس الدّين ليلى الرحموني محمد القصاص محمّد الهادي الجزيري محمّد سلام جميعان محمّد صوالحة محمّد مامي محمّد مبروك برهومي محمد مبسوط مختار الماجري مراد الشابّي منى الفرجاني ميساء عوامرية ناصر رمضان ندى حطيط هندة السميراني وهيبة قويّة يوسف حسين