عبد المجيد يوسف/ تونس
أطرد النّهر
أيّها النّهر
المنساب بين السّهوب
صامتا تحت خمائل الطّرفاء
يا نهر مجردة
الذي تعلّمتُ فيه السّمكَ الفضيَّ
لمّا طغى ماؤك في مجراه
آكلا من الضّفاف والحقول
حوّلتَ كوخا لسبعة صبية إلى زورق تائه
واقتحمتَ مخادع النّساء بمائك الثّقيل.
وحين انكمشتْ غُلمتك
مثل بالونة مثقوبة
عِفتُ منك السّمك
وكرهتُ لونك الصّدَئيّ
...حتى حينما صفا ماؤك
وطوّقني إلى الصّدر
لم أشعر نحوك بتلك القشعريرة اللذيذة
التي كانت تفضي في نهاية العناق
إلى سمكة.
لذا أيها النهر
حوّل مجراك عن طريقي
اشرب ماءك وتصحّر
أو تجمد مثل نهر الموسكو
وانقطع عن الهدير... وعن الخرير.
عبد المجيد يوسف/ تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يتم نشر التعليق بعد المراجعة