الشاعر: إسماعيل هموني/ المغرب |
أخرج الآن من موتي... (6)
لسوف تأتيك الحكمة من حقول الموت؛
تطوي عمرك كغيمة لا يفهمها سوى طائر مقرور.
تستيقظ من صلواتك تقاسم أنوارك مع الصمت.
ظلّك الأبيض الذي يرفرف موسيقى تتبعك؛
ينجو من الارتباك لأنّه كان يستحم في شهقات الضّوء.
مازلت تحبك حكمتك من الموت؛
لأنّك تعشق الغروب كطفل يقشّر جلد اللّغة من رذاذ
البحر.
تختارك الحياة لونا فريدا؛
توزّع خرائط قديمة على أعشاش الطير
لتعلم أن رحم الأرض نقيّ؛ لم تمسسه خسارات موجعة.
الموت لا نهاية له؛
تشرئبّ أصابعك تكنس ما بقي من مقابر؛ لأنّ الحياة
مناورة عارية الخفاء.
الكلمات محارات منحوتة الشفاه؛ تذوب في الريح؛
تملأ صمتك بالشرود.
أ لا ترى فوهة الموت تهمس للريح بالاشتعال في
سيقان الغسق.
الحياة شمعة
لا دموع لها سوى أنفاس شاعر على ضفاف الفجر.
إسماعيل هموني/ المغرب