الشاعر: إسماعيل هموني/ المغرب |
أخرج الآن من موتي... (1)
الموت لا ماضي له؛
يمحو تاريخه كلّ فجر.
يفتح شمسه للكمائن؛ يرفع حجرا على حجر؛ يصيّره ماء في لوح الغياب.
يسيل غدقا حيث ينجو من رؤية فحولته بين الموتى؛
لا تعزيه المجرات؛ ولا تمزّق قميصه الخلوات.
رجلاه كالصخر تبني للحمائم
متاحف البقاء كلّما عبر الربيع أعشاش الوجود.
أخرج من زروع الكلام؛ لا موت ينفش حرثي؛ ولا غنم تأكل من باطن يدي.
تصل يدي الموت؛ تلوي عنقه عند باب العبور.
ينجو من حتفه في سريرة الوهم؛ يعانده المحو.
إليه كنت أفتت موعدنا؛
تساقط الموت كشمعة ذائبة في مشكاة البسملات.
عند الفجر كان يخيط تصاريفه بيد الريح؛
مثل يدي التي تدفعه
إلى حيث ينام بعيدا عن الفجر.
إسماعيل هموني/ المغرب