الشاعرة: سنيا مدوري/ تونس |
وكأنَّ
حُلْما لمْ يَكُنْ
منْ
دهشة الطّفل المتيّمِ بالحَكايا..
منْ
غُبار الطّلعِ تنثُرُهُ الزُّهورُ قصيدَةً فَوْقَ المرايا..
منْ
شِفاهِ الحرْفِ، منْ رَقَصاتِ سوسَنَةٍ
يباغتُها
الرّبيعُ برغْبَةٍ في العُرْيِ،
تولدُ
في هشيمِ الرُّوحِ آلافُ النّوايا..
حَدْسٌ
يُوسْوسُ للطُّيورِ تَحُطُّ في ذُعْرٍ
وتَغْرِفُ من غديرِ الوقْتِ كُنْيَتَها
وتمضي
فجأةً، وكَأَنَّ حُلْما لمْ يَكُنْ
وكأنَّ
ريحا بعثَرَتْ في الماءِ
خُصْلاتِ
الصَّبايا..
سأمُرُّ
منْ حيثُ انْتَهَيْنا بالخُطى
سأزجُّ
بالقَدَرِ المراوغِ في سُجونِ المَقْتِ
أُشْرِعُها
الخطايا..
سأمرُّ
عَبْرَ النّارِ لا شيْطانَ يهْزمُني
أنا
مَنْ قالَتِ الأسلافُ عَنّي
"
طِفْلَة رَقَصَتْ عَلى وَتَرِ الجراحِ قصيدَةً
وتوحَّدَتْ
بالحَرْفِ حتّى أمْطَرَتْ نذُرًا
وكانتْ
تَحْفُرُ الأحلامَ في سُجُفِ الخلايا..."
أسْلَمْتَ
سَرْجَكَ للعدوِّ فلا تقلْ إنّ المدينَةَ عاقرٌ
لا
ترْتَجي مِنْ بئْر رغبتكَ ارتواءً
وحْدَهُ
الحُزْنُ المكابِرُ يخنُقُ الأضلاعَ
يكْتُبُ
بالدّماءِ لكَ الوَصايا..
سنيا
مدوري/ تونس