‏إظهار الرسائل ذات التسميات إضاءات لغوية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات إضاءات لغوية. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 24 يناير 2022

إضاءات لغويّة ينيرها: عبد المجيد يوسف/ تونس لام الجحود

إضاءات لغويّة

ينيرها: عبد المجيد يوسف/ تونس

لام الجحود

 لام الجحود من النّواصب الّتي تُهمل في المقرّرات المدرسيّة عندنا حسب علمي، ربّما لما أثارت من خلاف بين النّحاة حول طبيعتها وعملها وربّما لطبيعة التركيب التي تحدثه والمعاني المعقّدة التي تدخلها في تأويل الكلام أو لسبب آخر. وفي ما مضىمن زمن المدرسة التونسية كانت تُدرّس بناء على مذهب البصريّين فيها.

التسمية:

يوافق ابن هشام في المُغني مواطنه المصري بهاء الدّين بن النّحّاس (توفي 698هـ) وينقل عنه تسميتها بلام النّفي ويرفض تسميتها بلام الجحود لأنّ الجَحد عنده غير النّفي، ولأنّ الجَحد في اللغة هو مطلق الإنكار... لكنّ المستقرّ عند النّحاة أنّها لام الجحود. ولم يهتمّ بها بعضهم، ولم يعدّها الزّمخشري في مفصّله ضمن أصناف اللّامات العاملة في الإعراب وغير العاملة، وهي ثمان: لام التعريف ولام جواب القسم والمواطئة للقسَم ولام جواب لو ولولا ولام الأمر ولام الابتداء واللام الفارقة من صنف"إنْ كل نفس لما عليها حافظ" ولام الجرّ. ولم يتدارك عيه في ذلك ابن يعيش في شرحه للمفصّل.

موقعها :

قال ابن هشام في المغني: "هي الدّاخلة في اللفظ على الفعل مسبوقة ب "ما كان " أو "لم يكن" ناقصتين مسندتين لما أُسند إليه الفعل المقرون باللام نحو "وما كان الله ليطلعكم على الغيب" (انتهى النقل عنه)

هاهنا يلتفت ابن هشام إلى طبيعة التّركيب النّاجم عن دخول لام الجحود عن طريق الفحص لِلَوازم اللام وما تقتضيه وعن طريق النّظر في العلاقات الإسنادية ويستنتج من كلامه:

المقتضيات:

*دّخول لام الجحود على الأفعال دون الأسماء في إطار صدر الجملة الإسمية دون غيرها (الخبر) ولا يجوز تأخيرها.

* فإذا كان الخبر مشتقّا إسميا اختفت كما في الآية﴿ ...َومَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُم وَهُم يَستَغفِرُونَ﴾

 فوظيفتها في الأسلوب افتتاح الكلام بالنّفي المطلق... وكونها متعلّقة بفعل ناقص هو الذي جعلها جائزًا دخولُها على بنية الجملة الإسمية.

* هذا الفعل المتعلق بها مخصوصٌ هو "كان" النّاقصة دون غيرها من أخوات كان، في زمنين: الماضي والمضارع:

﴿ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم وَأَنتَ فِيهِم ﴾ [الأنفال: 33]

﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا﴾ (النساء:168)

*يورد ابن هشام بيتا من الشّعر يحتوي على حذف "ما كان" لكن معنى الجحود ظل قائما:

فما جَمْعٌ ليغلب جَمع قومي***مقاومةً ولا فردٌ لِفرد.

فالواضح أن معنى النفي يضلع به الحرف ما، ودور "كان" الإطلاق.

*هناك تراكيب يمكن أن تلتبس على المتلقي فيعدّها ضمن لام الجحود : من قبيل " ما جئت لأقاتلكم أو لآخذ أموالكم" فاللام هنا للتعليل ولا صلة لها بالجحود.

العلاقات الإسناديّة:

إنّ علاقة الإسناد تذهب في اتّجاهين: خلفيّ وأماميّ… باتّجاه الخلف لتنفي الاستحالة المطلقة لإمكانية إتيان الفعل الثاني المحتلّ محلّ الخبر، وفي اتّجاه الأمام لتنفي مطلقا إتيان الفعل الذي يؤدّي معجميّا معنى مخصوصا وبذلك يخرج بالنّفي من المطلق الذي تؤدّيه عبارة "ما كان" إلى النّسبيّ من المعنى... ويذهب الكوفيون إلى " نفي النّية " بالعبارة الأولى ثم جاءت اللام  زائدة لتقوية النّفي، فالأصل "ما كان يفعل"...

 ومن العبث في نظرنا الدّخول في التّأويل الدّلالي، ولا في تعليل عمل النّصب بوجود "أن" مضمرة وجوبا على مذهب البصريين عوضا عن التعامل مع الظاهرة كما هي ماثلة في التّداول.

عمل لام الجحود:

هو عند الكوفيين حرف زائد غير جارّ بل ناصب فهم يجعلونه في ذاته ناصبا مخالفين البصريين في وجود أن مضمرة وجوبا كما أسلفنا لأنه في الأصل جارّ مُعَدّ (يحقّق تعدية الفعل) متعلق بخبر كان.

وبلاغة أسلوب لام الجحود إنما هي عند البصريين. أمّا عند الكوفيين فاللام زائدة لتوكيد النّفي. وبذلك يحصرون معناها في النّحو ويقصونها عن البلاغة.

والحاصل في نظرنا أنّ لام الجحود ذات قيمة أسلوبيّة وذات دور في تحسين الكلام بما تدخله على البنى الدلالية (النفي بين الإطلاق والنسبة) وعلى البنى التركيبية (تحريك بنية الجملة الإسمية) من تغييرات قادرة على تكثيف الدلالة الحاصلة من التعبير المجرد.

ورقة من إعداد الباحث: عبد المجيد يوسف/ تونس

الاثنين، 6 سبتمبر 2021

إضاءات لغويّة ينيرها: عبد المجيد يوسف/ تونس - "أنْ"

إضاءات لغويّة

ينيرها: عبد المجيد يوسف/ تونس

أنْ

نجد في كتاب "جواهر الأدب في معرفة كلام العرب" لعلاء الدين الإربلي وفي "مغني اللبيب عن كتب الأعاريب" لابن هشام الأنصاري منسوبا إلى جمهور النحاة أنّ " أنْ" اسمٌ طورا وحرفٌ طور آخر.

فالإسم حسب هؤلاء ما دخل في تكوين ضمائر الخطاب، فهو بذلك جذر تُضاف إليه لواحق تخصّص جنسَ المخاطب وعدَدَه. وهذا معناه أنّ ضمائر الخطاب حسب وجهة النظر هذه مركّبة من جذر ولاحقة وليست بسيطة.

لكن هذه الرّؤية تثير إشكالا في مسألة العلاقة في بنية الضمير بين الإسم "أن" وبين اللواحق ت /ت /تما/ تم/ تنّ /هل هي علاقة إضافة؟ خاصة وأنّ النّحاة لم يبحثوا هذه العلاقة بل اكتفوا بالإشارة إلى الظاهرة دون بحث وضْعِها الإعرابيّ.

هذا الرأي لا طائل من ورائه وليس له من انعكاس سوى تعقيد المبحث النحوي ولا فائدة لا إعرابية ولا دلالية تنجرّ عنه.

أمّا الحرف فهو أن يكون موصولا حرفيا يوصل بالأفعال مضارعة كانت أو ماضية

- والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين (الشعراء 82)

- لولا أن تداركه نعمة من ربه (ن 49)

 

الوظيفة الإعرابية:

عمله الإعرابي هو نصب الفعل المضارع. فإن دخل على الماضي كفّ عمله لأنّ الماضي بطبعه مبني على الفتح:

- فلولا أن كنتم غير مدينين ترجعونها... (الواقعة 68)

وقد يلتحق بالأمر: أنْ أقم وجهك للدين حنيفا (يونس 105) فيكون لا عمل له لأنّ فعل الأمر بعدُ معمول. والحقيقة أنّ الحرف في الآية لا يعدو أن يكون موصولا حرفيا وظيفته تفسيرية.

ففي الآية السابقة:... وأمرت أن أكون أوّل المؤمنين(104) وأن أقم وجهك للدين حنيفا... الوصل جرى بين نص الآية وبين حديث محذوف (وقيل لي: أن أقم وجهك للدين حنيفا) وهو أسلوب شائع في القرآن. لكنّ النحاة اكتفوا بوصف خارجي للظاهرة فقالوا "التحق بفعل الأمر".

ويخلط ابن هشام في المغني بين الحرف أنْ وبين المركب الموصولي الذي يحدثه والذي صلته مركب إسنادي فيجعل الحرف الموصولي في محلّ رفع في قوله تعالى: (أن تصوموا خيرا لكم) والواقع أنّ كامل المركب الموصولي أي الحرف الموصول وصلته في محلّ الرفع على الابتداء.

 

الوظيفة الدلالية:

تفسير معنى سابق فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر (الشعراء 63) (تفسير مضمون الوحي) وهو ذات المعنى المشار إليه في المثال السابق.

 

الوظيفة الصرفية:

يؤوّل المركب الموصولي المكون من أنْ وصلته بالمصدر: يجوز أن يكون ما قيل حقا (المعري رسالة الغفران)

يجوز كوْنُ ما قيل حقا... لذلك قالوا "أن المصدرية"

 

وخلاصة كلّ هذا أنّنا ننفي أن يكون الحرف "أن" اسما ولا يعدو أن يكون في جميع أحواله حرفا موصولا وظيفته اللغوية التفسير ووظيفته النحوية الصلة والرّبط.

بقلم الباحث: عبد المجيد يوسف/ تونس

مرحبا بكم في مجالس الرّكن النيّر للإبداع

23-4-2020

Flag Counter

أصدقاء مجالس الرّكن النيّر

أبو أمين البجاوي إسماعيل هموني البشير المشرقي البو محفوظ العامريّة سعد الله الفاضل الكثيري أماني المبارك أميرة بن مبارك إيمان بن ابراهيم إيناس أصفري بدوي الجبل بسمة الصحراوي بشر شبيب جمال الدين بن خليفة جميلة القلعي جميلة بلطي عطوي حليمة بوعلاق خالد شوملي خير الدين الشابّي رائد محمد الحواري سعيدة باش طبجي سلوى البحري سليمان نحيلي سنيا مدوري سوف عبيد صابر الهزايمه صالح مورو صباح قدرية (صباح نور الصباح) صبيحة الوشتاتي صفيّة قم بن عبد الجليل عبد الأمير العبادي عبد الحكيم ربيعي عبد العزيز جويدة عبد الفتّاح الغربي عبد الله بن عيسى الموري عبد المجيد يوسف عدنان الغريري عزّ الدين الشّابّي عنان محروس غادة إبراهيم الحسيني فاطمة محمود سعدالله فردوس المذبوح فيروز يوسف فيصل الكردي كفاية عوجان لطفي السنوسي لطفي الشابّي لمياء العلوي لودي شمس الدّين ليلى الرحموني محمد القصاص محمّد الهادي الجزيري محمّد سلام جميعان محمّد صوالحة محمّد مامي محمّد مبروك برهومي محمد مبسوط مختار الماجري مراد الشابّي منى الفرجاني ميساء عوامرية ناصر رمضان ندى حطيط هندة السميراني وهيبة قويّة يوسف حسين