|
الشاعرة: جميلة بلطي عطوي/ تونس |
أناملي والعتق
في لحظة
استثنائية قرّرت أن أحبس الوقت في قمقم منسيّ، أن أدفع بالحركة إلى المنتهى،
أطلقُها الخطى فتتعلّم الرّكض دون هوادة. عند بوابة الدّهشة أستردّ مفاتيح الزّمن الغابر،
أفتحها الأبواب بابا بابا. أطوف في الزّوايا بل أتسلّق الرّفوف كشعاع ضوء يخاتل العتمة،
يأبق من كوّة نسيت بهرج الضّياء، يأخذها الشّعاع فتركبه، تميس معه يمنة ويسرة وأنا
أشحذ البصر أخلع ظلّي عند انعراجة مباغتة. أعلنها رحلة العتق من الحدّ والحدود،
منّي وقد أبِقتُ كمارد كسر زجاجة الحصار، أعاند التّيّار.
في اللّوحة
تمرح يدي، هي من تشكّل الأشياء، تبعثر الفصول بل تتمادى فتصنع خارطة خارج الإطار،
خارطة على قدر شوقي، على قدر الهدوء والإعصار، على قدر رغبة في المزار. أضمّها يدي،
أقبّل الأنامل إصبعا إصبعا، تمسك بتلابيبي تقودني كما طفلة غريرة إلى خضرة وماء،
إلى باحة يسكنها النّماء، إلى الوطن المشتهى. هناك تتحوّل أناملي زهورا بألوان
الطّيف واللّون، أفعوان يتحدّى الزّنازين والعجز، يكسر القضبان.
جميلة
بلطي عطوي/ تونس
7/
9/ 2022