الخميس، 17 فبراير 2022

كُهُوفُ الذّاكِرة، الشّاعرة: سعيد باش طبجي/ تونس

الشّاعرة: سعيد باش طبجي/ تونس

كُهُوفُ الذّاكِرة

خَبَّأتُ فِي خَاطِرِي إطلَالَةَ الشَّفَقِ

وقَوْسَ إشْرَاقَةٍ وَردِيَّةِ الألَقِ

وحُمْرَةً مِنْ أصِيل ذَائبٍ وَلَهًا

بِمَرجِ حُسْنٍ يَضُخُّ النُّورَ فِي حَدَقِي

بِالأمْسِ حِينَ شَبابِي كَانَ يَمْهُرُني

حِسًّا نَدِيًّا كَطِيبِ الجُودِ فِي الغَدَقِ

خَبَّأتُ فِي دَرَجِي أقْلَامَ أخْيِلَتِي

وخَمْرَ مِحبَرَةٍ رَيَّانَةَ النَّشَقِ

عَتَّقتُها فِي دِنَانِ الشَّوْقِ فَائِرَةً

نُورًا يُرَاقِصُ لَهْبَ النّارِ في وَمَقِ

أَحلَامَ ذَاكِرةٍ جَذْلَى بِجَذْوَتِها

عَذْرَاءَ ما اغْتَالَهَا لوْثٌ مِنَ النَّزقِ

طُفُولَةً غَضَّةً دَانَتْ لهَا قُطُفٌ

و الثَّغْرُ مُغْتَبِطٌ مِنْ لذّةِ النَّبَقِ

جَدِيلَةً مِنْ حَريرِ الطُّهْرِ أظْفِرُها

مَمْهُورَةً بِشَذَا الحِنَّاءِ وَ الحَبَقِ 

خُرافَةً كانَتْ الجَدَّاتُ تَنْسِجُها

مِنْ نَكْهةٍ السِّحرِ في الأسْحارِ والغَسَقِ

وَ وَردَةً منْ حَكَايا العِشْقِ عَابقةً

خَبّأتُ أشْذَاءَها فِي مُهْجةِ الوَرَقِ

وَمِنْ خُيُوطِ شُعَاعٍ  وَارِفٍ جَذِلٍ

وَمخْمَليِّ الهَوَى زَاهٍ ومُؤْتَلِقِ

خَبَّأتُ سِربَ فَرَاشٍ رَاقِصٍ ثَمِلٍ

قَدْ كانَ فِي مُقْلتِي يَخْتالُ فِي ألقِ

خَبَّأتُ لَيْلَكَةً... نَخْلًا ودَالِيَةً

حَبَّاتُها مِنْ حَبَابِ الشّهْدِ والعَلَقِ

سَنابِلًا  تُوّجَتْ بالتِّبْرِ هَامَتُها

حُبْلی بمَوْجةٍ خِصبٍ مِنْ جنَى الوَدَقِ

خَزَنْتُها في كُهُوفِ الرُّوحِ هَاجِعَةً

وكُنْتُ أُنْسِيتُها فِي زَحمَةِ الطُّرُقِ

واليَوْمَ حِينَ اَسْتَفَاقَ الشَّوْقُ في طَرَفِي

واخْتل نَبْضُ الرِّضَا و العَجْزِ في نَسَقِي

وابْيَضَّ زَهْرُ  قَذَالي في رُبَا عُمُرِي

وأعتَمَتْ مُقْلةُ الأيَّامِ فِي أُفُقٍي

هَيَّأْتُ فِي مُهْجَتِي حُلْمًا و أمْنِيَةً

كَيْ أُرجِعَ الزَّمَنَ المَطلِيَّ بِالعَبَقِ

وغَيْمةً مِنْ ندًى تَهْمِي عَلَى ظَمَأي

و تَغْسِلُ الجَدبَ و الإمْحالَ فِي حُرَقِي

كَيْ أسْتَعِيدَ الصِّبَا منْ بَعدِ جَفْوَتِهِ

وهَدأةَ النّوْمِ مِنْ دَوَّامةِ الأرَقِ

وقُلتُ : "يا ثَروَتِي هِلِّي علَى عَجَفِي

ومِنْ كُهُوفِ الوَنَى وَالعُقْمٍ فَانْبَثِقِي

هَيَّا نُكَفْكِفُ عَنْ رمْشِ المُنَى رَمَدًا

رَمَى بِشَوْقي عَلَى أُرجُوحَةِ القَلقِ"

نَادَیْتُ ذِكْرَى الصِّبَا من جُرفِ غَفْوَتهَا

رَجَوْتُها أنْ تَذُرَّ البُرءَ فِي مِزَقِي

فَتَحْتُ أدرَاجَهَا و القَلْبُ في وَجَلٍ

وجُسْتُ بَيْنَ ثَنايَاهَا عَلَى خَفَقِ

وَجَدتُ ذاكٍرةً حُبْلَى بِثَروَتهَا

مَخْزونَةَ الرّحْمِ فِي زَنْزانةِ النَّفَقِ

أسْرجْتُ فِیهَا فَتِیلَ الشَّوْقِ فالْتَهَمَتْ

نِیرَانُها جَذْوَتِي... واسْتَنزفَتْ عَرَقِي

رَشَقْتُ زَهْرةَ شَوْقِي فِي مَغَالِقِها

فَمَا اسْتَجابَتْ لطِيبِ العِشْقِ والعَبَقِ

شُلَّتْ مَفاتِيحُها و اجْتَاحَها صَدَأٌ

واغْتالَها خِنْجرُ النّسْيانِ بالرَّشَقِ

وغَرغَرَ الصّوْتُ في الأقْفَالِ يَخْنِقُني

والمَوْجُ يلْعَقُنِي فِي لُجَّةِ الغَرَقِ

هَذي مَفاتیحُ أسْرارِي وذَاکِرَتي

عَلَّقْتُها هَوَسًا عِقْدًا عَلَی عُنُقِي

تَعوِیذةً مِنْ نُفاثُ الرُّوحِ... تَحرُسُني

تحمٍي حنَينِي منَ الأوْصَابِ و الفَرَقِ

فِي الفَجْرِ أحضُنُها و الرُّوحُ قانِتَةٌ

و فِي الأصَاٸلِ أتْلُو  سُورَةَ الفَلَقِ

في هَدأَةِ اللَّيْلِ تَرشِينِي فَتُوهِمُني

أنْ سَوْف تَرفَعُ عنّي حمَّةَ الأرَقِ

وتَفْتَحُ الدَّرَجَ المَمْنُوعَ عَنْ أمَلِي

فيُزْهرُ الحُلْمُ في الشِّريَانِ والحَدَقِ 

ورَغْم أنِّي عَلَى أعتَابِ قَافِيَتي

يَجْتاحُنِي التّيهُ في أعتَامِ مُفْتَرَقِي

أقُولُ والرُّوحُ بالأشْواقِ مُتْخَمةٌ

ترُومُ إكْسيرَ بُرءٍ فيهِ مُنْعَتَقِي:

"سَأرفَعُ السُّجُفَ السَّوْداءَ عَنْ وَصَبي

وأنْفُضُ العَتْمَةَ الغَبْراءَ عنْ ألَقِي

"وأغْسِلُ اللّوْثَ عنْ مَرجِي و مُنْتَجَعِي

وأبْذُر الحُبَّ في  مُسْتَنْقعِ  الزَّلَقِ..

"وسَوْف أدعُو فُلُولَ العِشْقِ وَارِفةً

لَعَلَّ تَهْطِلُ بِالأنْدَاءِ و الغَدَقِ

"لأقْرِضَ الشِّعرَ ألْوَانًا وأنْسِجَةً

مَا دامَ في النَّبْضِ بَعضُ العِشْقِ وَالرَّمَقِ"

سعيدة باش طبجي/ تونس

فيفري 2022

لوح الأسرار، إسماعيل هموني/ المغرب

الشاعر: إسماعيل هموني/ المغرب
 

لوح الأسرار

أمدّ أصابعي إلى لوح فيه سرها؛ أفتح باب اللّون لأوقظ رمشها.

رمشها خلف أصابعي كحل يركض في ليل بهيم.

أصابعي ندى خدّها؛ تفحص شامة على خدّها.

كالوحي يضيء وجهها غفوات اللّيل في مدائن الوقت.

حول شفتيها فاوضت ألهة على حمرة الوقت في دمها.

خبأتني أسرار نهدها في جيوب فجرها.

هل رقص زبد البحر على مرٱتها؟

عند صعود أنفاس العطر؛ رأيت وقوفها بين النخيل؛ فصدقتها.

كانت تعبرني أناتها؛

لملمت بياضها في كفّ النون؛

وجئت دنان الشغف غميس عطرها.

صوت الليل صداها؛ في وقته الرغيد ممشاها؛

يا أيتها التي  رافقتني في معناها حتى شوت ليلي من هواها.

تركنا طفولتنا للفراشات ترعاها؛

وهذا الحلم يعبر ليلها؛ أسمعه؛ أدنو من خطاها؛

أسكنه وعيناه مداها.

لا أعرف الليل؛ ولكن أعرف أنثاه. أعرف غربتي في ليل أهواه.

ما دلني عليه سواها.

اسماعيل هموني/ المغرب

مرحبا بكم في مجالس الرّكن النيّر للإبداع

23-4-2020

Flag Counter

أصدقاء مجالس الرّكن النيّر

أبو أمين البجاوي إسماعيل هموني البشير المشرقي البو محفوظ العامريّة سعد الله الفاضل الكثيري أماني المبارك أميرة بن مبارك إيمان بن ابراهيم إيناس أصفري بدوي الجبل بسمة الصحراوي بشر شبيب جمال الدين بن خليفة جميلة القلعي جميلة بلطي عطوي حليمة بوعلاق خالد شوملي خير الدين الشابّي رائد محمد الحواري سعيدة باش طبجي سلوى البحري سليمان نحيلي سنيا مدوري سوف عبيد صابر الهزايمه صالح مورو صباح قدرية (صباح نور الصباح) صبيحة الوشتاتي صفيّة قم بن عبد الجليل عبد الأمير العبادي عبد الحكيم ربيعي عبد العزيز جويدة عبد الفتّاح الغربي عبد الله بن عيسى الموري عبد المجيد يوسف عدنان الغريري عزّ الدين الشّابّي عنان محروس غادة إبراهيم الحسيني فاطمة محمود سعدالله فردوس المذبوح فيروز يوسف فيصل الكردي كفاية عوجان لطفي السنوسي لطفي الشابّي لمياء العلوي لودي شمس الدّين ليلى الرحموني محمد القصاص محمّد الهادي الجزيري محمّد سلام جميعان محمّد صوالحة محمّد مامي محمّد مبروك برهومي محمد مبسوط مختار الماجري مراد الشابّي منى الفرجاني ميساء عوامرية ناصر رمضان ندى حطيط هندة السميراني وهيبة قويّة يوسف حسين