أرتّب فوضاي، جميلة القلعي/ تونس

الشاعرة: جميلة القلعي/ تونس

أرتّب فوضاي

عزلاء كورقة منثورة أنا

والكلمات زادي

أنثر حروفي

على سديم الأرض

تلعق جراحها

تصنع من قطن السّماء غيوما

تغرق البحر

تروي عطش الصّحاري

توقظ الماء النائم

في حضن النّبع...

الشّعر نورس

يلغي المسافات البعيدة

يحلّق في الأفق

يتلاشى

تاركا آثاره بين ثنايا المدى

يقتات من جسد اللّيل

أليس اللّيل محطة

نسكب فيها أحلامنا؟

كيف أرتّب فوضاي

كيف أمتطي خيبتي وحيرتي

ليصبح للحلم شكل أحلى

وللقصيدة معنى أعمق.

جميلة القلعي/ تونس

 سبتمبر 2020

ربيع، البشير المشرقي/ تونس

الشاعر: البشير المشرقي/ تونس

ربيع !

لم أدر كيف مضت هذي السنون سدى

والصيف كيف مضى كالبرق وارتحلا

وكيف مرّت ثواني العمر هاربة

من بعد ما انشغلت بالحلم مقتبلا

وبعد أن كنت بالأشذاء محتفيا

أصبحت أرقب ليلا بالأسى ثملا

فكيف مرّت فصولي بعد ما امتلأت

بالعطر، كيف ترى نيسان قد رحلا

البحر والشطّ والأنسام شاهدة

على زمان به قد كنت محتفلا

مرّ الرّبيع الّذي فاحت أزاهره

وحلّ فصل شتاء يملأ السّبلا

سيدرك القلب أنّ الرّوض مغلقة

أبوابه... والرّبيع الحلو ما اكتملا

فيا ربيعي ويا نجمي أنا ظمئ

إلى عطور بها قد كنت محتفلا

وها أنا الآن وحدي... كلّ زاوية

بها حفيف من الماضي الّذي ارتحلا

هنا سأبقى وحيدا كلّما هطلت

غمامة ارتمي في إثرها جذلا

عسى يعود ربيع كنت أرقبه

ويصدح الطّير مشتاقا... ومحتفلا...

البشير المشرقي/ تونس