الشاعر: بشر شبيب/ سوريا |
وطن
يمشي في داخلي، شعر بشر شبيب/ سوريا
يا
أنتِ يا وطناً في داخلي يمشي
ويا
حماماً دمشقيّاً وريحانُ
كم
تشبهينَ دمشقَ في خصائلها
كم
تزهرينَ إذا ما مرَّ نيسانُ
على
شفاهكِ صوتٌ من مآذنها
وفي
عيونكِ أجراسٌ ورهبانُ
أنامُ
فوقَ ذراعِ الشوقِ ملتحفاً
حزني...
فعمريَ مأساةٌ وأحزانُ
وفي
غياهبِ هذا البعدِ يا قمري
أفنيتُ
شِعريَ لكنْ ظلَّ أوزانُ
كان
البنفسجُ ذو الأحداقِ مبتهجاً
والسوقُ
يغلي بهِ كالنحلِ نسوانُ
كانت
قصائدُ فلِّ البيتِ تحرِجنا
فعندها
الحرفُ لا يُخْصيهِ قُبطانُ
أيا
دمشقُ أيا جرحاً بخاصرتي
مرّتْ
عليهِ خلافاتٌ وأديانُ
أيا
دمشقُ أيا معشوقتي الكُبرى
ويا
قصيدةَ عمري، يا شذى ال - كانوا -
مهما
يكونُ بقلبي أنتِ موطنكِ
وموطني
أنتِ مهما عاثَ طغيانُ
*
يا
أنتِ يا وطناً في داخلي يمشي
يا
طفلةَ القلبِ قلبي فيكِ سرحانُ
هاتي
يديكِ فإنَّ الموتَ يتبعنا
يأتي
مع الشحنِ ربُّ الشحنِ طهرانُ
يجرّبُ
الرّوسُ في أطفالِ موطننا
سلاحهم...
فجميعُ الشعبِ فئرانُ
ما
بينَ شارٍ وشارٍ كم نصبُّ دماً
في
كأسهمْ وموسيقى الجازِ أكفانُ
وها
هو الشعبُ في نُعْمائهم تَعِبٌ
يهيمُ
في ملعبِ الجيرانِ طفرانُ
ما
تطلبينَ؟! وما في صدركِ عَلَمٌ
وليسَ
في ثوبكِ الشاميْ ألوانُ
وما
فلسطينُ جرحٌ واحدٌ فهنا
في
كلِّ مترٍ عصاباتٌ وزعرانُ
وتلكَ
بيروتُ رغمَ العيدِ قد نُكبتْ
فستانها
الآنَ نيرانٌ ودخّانُ
ما
تطلبينَ؟! وما في لحمنا شهوةْ
وليسَ
في وطني المنهوبِ فرحانُ
الجنسُ
دونَ مذاقٍ صارَ من زمنٍ
ولم
تعد تحملُ الإغراءَ سِيقَانُ
كأنّما
الحبُّ ماتَ بموتنا الوطني
وماتَ
في الحربِ عشّاقٌ وخِلانُ
*
ما
تطلبينَ!! وقلبي كلّهُ ألمٌ
وفي
قصائدي أشلاءٌ وديدانُ
لم
يبقَ عندي ولا جهةٌ أكنُّ لها
حبّاً
ولا ملكٌ.. لم يبقَ فرسانُ
ماتتْ
أساطينُ هذي الأرضِ وانتحرتْ
كلُّ
المفاخرِ والباقونَ أوثانُ
مَن
يرفعونَ قناعَ الدّينِ قد سقطوا
أو
يرفعونَ شراعَ الغربِ قد بانوا
وكلُّ
مَن ثارَ أو قد عاشَ منبطحاً
مرّت
عليهِ خوازيقٌ وقضبانُ
حريّةُ
الرأي والتعبيرِ في وطني
شيءٌ
من الكفرِ أو فسقٌ وبهتانُ
الرأيُ!!
هذي القيودُ في معاصِمِنا
ومَن
يشقُّ عصا المشقوقِ شيطانُ
*
يا
موطنَ العربِ الكبيرِ...
قد
غرقتْ
دونَ
الهوى في مآقي الحلمِ أوطانُ
ما
ظلَّ حلمٌ إذا قد ضاعَ معظمهُ
ومَن
يثورونَ ثاروا بعدها خانوا
مراكبُ
الحلمِ في الميناءِ نائمةٌ
كيفَ
النهوضُ وما قد جاءَ ربّانُ
هذي
الجماهيرُ قد ترضى بأسوئها
لكن
وبالطبعِ لا يرضيها خوّانُ
وما
سيُسْكِتها والفقرُ ينهشها
رزٌّ...
وسمْنٌ... وألبانٌ... وأجبانُ
وكلُّ
حزنٍ بنا قد طافَ نعرفهُ
ويعرفُ
الحزنَ مِن ميلينِ حزنانُ
يوماً
سيرحلُ هذا البؤسُ عن وطني
ويُرفع
البأسُ والأحلامُ تزدانُ
*
وأنتِ
يا وطناً في داخلي يمشي
يا
ياسمينٌ... ويا تينٌ... ورمّانُ
عيناك
كم خفّفا عنّي وكم كتبا
عنّي،
فأنتِ وفلُّ الشامِ سيّانُ
لا
تزعلي...
لو
أنا ما البعدُ غيّرني
لكانَ
عندي لكِ في القلبِ بستانُ
إلى
اللقاءِ على حلمٍ على لغةٍ
على
بلادٍ بها الإنسانُ سلطانُ.
شعر: بشر
شبيب/ سوريا