|
الزَّهرةُ والـعُصفور |
الشاعر: محمّد سلاّم جميعان/ الأردن |
مِنْ أيِّ بــــــــابٍ للكـــلامِ أُوافي
فَدَمِـــي
على حَذَرٍ من السَّيّــافِ
سأقصُّ
عن أُمّـي حِــكايةَ (زهرةٍ)
غَنَّتْ
(لعُصفور) المُنى الرَّفّــــافِ
ولْتَعُذروني
لـو سَهوتُ عن اسْمِها
ونسيتُ
(قيساً) وابـنَ عبدِ مُنافِ
قدْ
كانَ ياما كانَ في ريــقِ الـنَّدى
جُوريّةٌ
تَحــكي الشَّروقَ الصّــــافي
فأتى
إليهـا، أقصدُ العـُصفــور ، لا
أعنـــي جـــــميلَ بُثينةٍ وعِطافِ
هل
كانَ يــنوي أنْ يُلمْلِمَ عِطْرَها
أم
كـــــان يَحذرُ من يدِ القَطّافِ
قالتْ
لهُ: مِنْ أيـنَ جِئْتَ؟ وكيفَ
لم
تَخْتَرْ سِوايَ لِرحلةِ الإيــــــلافِ
فأجـابَها:
بُستانُ وجْهِكِ قـــــادَني
لِمَمـــالِكٍ
مــــــن زَنبقٍ وسُـلافِ
أودَعْتُ
في عَينيْكِ دِفءَ مواسِمي
ودَخلْتُ
شَوقاً جَنَّةَ المُصـــــطافِ
ورأيتُ
كيفَ اللهُ جــَلَّ جــَــلالُه
سوّاكِ
من ريــــقِ السَّنا الشَّفّافِ
فمضيتُ
يَعصفُني الحَنينُ، يَشُجُّني
بَرْقُ
الذُّهـــــول فَيَنحني صَفصافي
ضَحِكتْ
لهُ يومَ الخَميسِ ولـمْ تَزَلْ
تَهَـــبُ
الهَوى في سِرِّهـــــا وتُجافي
قالتْ
لهُ: الرِّيـــــــحُ بَيتُكَ والمَدى،
والشَّمسُ
نَهري والنُّجومُ ضِفــــافي
فأحَسَّها
تَعـــني الفراقَ، وربّــــما
تُخــــفي
الَّلآلئُ لَوْعـــةَ الأصْدافِ
وبــِـلا
وداعٍ مِثلما التقيـا هُــــــنا
تَركا
لِقـــاءَ العُـــــــــمْرِ لِلـعرّافِ
ومضى
الزّمانُ عَلَيْهِمــا، إذ أصبحا
مثلَ
المُضـافِ إليهِ دونَ مُضــــافِ
حــتّى
إذا نَـــدَهَ الحَنينُ غِيابَـــها
والذِّكرياتُ
مـَــــررْنَ بالأطْيــــافِ
عــــــادتْ
لِعُصفورِ المُـنى جوريّةٌ
قدْ
نوّرَتْ فـــي البالِ بَعْدَ جَفـافِ
محمد
سلّام جميعان/ الأردن