الشاعر: عبد الأمير العبادي/ العراق |
هودج
نحنُ
المتكئينَ على عصا
أو نبحثُ عن
حوتٍ
نستريحُ في
جوفهِ
إنْ ركبنا
هودجاً نسينا عذاباتِ الاخرينَ.
كمْ مررنا
على تخومِ مدنِ الآهاتِ
وجدنا لنا
ثورةً من الاحلامِ
وحينَ شعرنا
بالصقيعِ آتيًا
تدثّرنا
برمالِ الدنيا
تناسينا
عوراتنا
أردنا الخلاصَ،
ارتحلَ وبقينا.
آهٍ، متى
نتسلّقُ جبالاً رحيمةَ اللّجوءِ
نتلبّدُ في
كهوفها
ربّما يأتي
ملاكٌ
يرسمُ لنا
صوتًا
يدلّنا
لواحاتٍ تُبرِئ انطفاءَ جذوتنا.
سأشتري
الذهبَ
أأطّرهُ
بالمحارِ
أعلّقهُ
بينَ السماواتِ
أغسلُ عيونَ
النساءِ بالغيمِ المصفى
أصرخُ من
أعالي مملكتي
يا نساءَ
العشقِ اتّحدنَ
قِلاعُ
الربِّ تحتَ أقدامكنّ تعزفُ.
لستُ ناسكاً
إلّا في الحبِّ
تلك هويّتي
تلكَ سفنُ
إبحاري
لقدْ ارتضيتُ
جودَ اللهِ لي
خاتمتي
لنشوةِ دربي وسكرةٍ
لن تثملني
أنا غيمةٌ
جوّالةٌ فوقَ القممِ.
خذْ ماشئتَ
من شذى الألحانِ
أنتَ هنا
تقلبكَ الأعاصيرُ
هذهِ الأرضُ
لغزٌ
لن تستفيقَ،
أقدامُ الغرباءِ
حوافرُ خيلٍ
لا تنتظرُ سوى
فروسيّةٍ
قيلَ تعانقُ السماءَ
وهذهِ لعمري
أضغاثٌ وترّهاتٌ.
لن أغادرَ
حاناتٍ تبهجني
تسلبُ مني،
أعاليَ غضبي الغريبِ
أنا ما كنتُ
إلّا مأذنةٍ تصدحُ
في أرجاءِ المعمورة
تهتزّ لها
أجنحةُ
طيورِ الربِّ.
أنبأتني
مليكاتُ الجنِّ
خذْ أعشابَ
الولهِ والغرامِ
اسقِ جوفكَ
سكرتكَ آخرُ
انتفاضةٍ
غداً تأتيكَ
معجزةٌ تلقيكَ
في أوديةِ
البياضِ
يا أنتَ ضعْ
تحتَ وسادتكَ
آنيةَ عطرٍ
من دموعِ الجميلاتِ.
هنا لا
تعريفةَ لطأطأةِ الرؤوسِ
لا أسرارَ
أو عبراتٍ حبيسةً
لا أشتري
سوى انعتاقِ نظراتٍ
أنامُ
وسادتي (صخبُ البحرِ)
أغانٍ لن
تأتيَ تجلدُ الذاتَ.
يا فاطماتِ
الحبِّ في بلادي
المخيّراتُ
عنوةً على السوادِ
كذبةٌ من
قالَ: (السوادُ يسبي العباد)
لماذا نشتري
الحريةَ بالدمِ؟
نغزو
بالترفِ جهاتِ الكونِ
لتتأصلَ
حكاياتٌ أردناها
مهرةً
نعانقُ بها الشمسَ
نرسمُ على
جدراننا نساءَ الربِ
تحتَ أجملِ
الناياتِ.
كمْ أنتِ
بهيةً (يا حجولَ) السيقانِ
ونديّةً
تتراقصُ كماءٍ في آنيةِ سبيلٍ
يتحدّى
لغاتِ العطشِ
الماءُ
بركاتٌ ونذورُ حبٍ للجنانِ.
يا أنتِ
مرجانةَ الخلجانِ
يكفيني أنّ
البحرَ يحسدكِ
يغطّيكِ
بموجهِ الغاضبِ
تتفرّسينَ
في عيونِ اللّيلِ
تبحثينَ عن
صناراتٍ نسيَها
صيادو
الغفلةِ الّذينَ
نفدَ صبرهم
وأنتِ تتسلّقينَ
خيوطَ الصيدِ
ربّما
تصلينَ أعاليَ الموجِ
تعودينَ مرّةً
أخرى تغطّينَ
جبروتَ
البحرِ
وأنتِ ريشةٌ
تدغدغينَ تقلبَ
الريحِ حتّى
تذوينَ جنيةً للبحرِ
معشوقةً
للرقابِ الزاهيةِ.
نحنُ الذينَ
ترافقنا البلايا والمنايا
نحنَ
الراكعينَ لصبرنا
لقد أخفتنا
سرعةُ الريحِ
وما أخفتْ عناقيدَ
وأغصانًا
كنّا نتدلّى
منها طعماً لأجملَ الطيورِ
يا لعمري كمْ
تطولُ أنفاسنا
إنّنا علقنا
ما بينَ النجوم.
عبد
الأمير العبادي/ العراق