فاطمة محمود سعدالله/ تونس |
عندما... تعزف الشرايين
يخجل اللّيلُ
يعيد تدوير ظلمته كي يرتدي عباءة تليق
بالنّجوم
بالغيمات الشفيفة
بقمر كان ومازال يقرأ صحيفة الغياب
يخترقني الضياء
يشعل في أوردتي سمفونيّة لا تقرع فيها
الأجراسُ
ولا تدقّ الطبولُ... إلاّ
عندما تنام الموجة غضبى بين الضّلوع
بين الأرض والسماء خرائط الأحزان
ترسم الزفير... منعرجاتٍ
تحفر الشهيق براكينَ في انتظار ضربة البدء
وأنا غياب... تعوّد الغياب
وأنا مرايا تعشق التشظّي...
ولوحة من فسيفساء
وتصادي الوجع...
تغيب أبوايَ ولن يحضرا جنازتي
تغيب ولدايَ...
لن يسمعا وصيّتي
تغيّبتَ...
أنت يا من قلت سأكون... ولم... ولن تكون
لِمَ لم تترك الستائرَ مُسْدَلَة؟
بيني وبين أوركسترا الألوان، مايسترو
بقوسٍ ضالٍّ...
يدين بالعصيان
وفرشاةٍ مجنونة...
تعشق التوليد والتحويل
تفتّت جدران الصمت إلى مرايا انفجار
تذيب كتل الجليد
أنهار دموع حارقة
تحوّل الحياة جمادا والنبض سكونا
تقلب الأذان عيونا
وتزرع الفوضى بين ألوان الطيف
يختلط الحابل بالنابل
وتخرج اللّوحة سريالية باكية
أو سمفونية مفرغة...
فلا إيقاع
ولا نغمات...
ولا أوتار
كلّ الآلات الشمعية صارت حطب انصهار
وأنا... والغياب والانتظار
ثالوث الأثافي
بين رمضاء الرمادو صولة النار.
فاطمة محمود سعدالله/ تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يتم نشر التعليق بعد المراجعة