الشاعر: البشير المشرقي/ تونس |
حنين وشوق (على لسان مغترب)
تركتك يا ربعي وما كنت ساليا
وأيّ ديار قد تركت ورائيا !
فوَالله لو خيّرت كنت لمهجتي
ملاذا وفيئا فيه أمرح شاديا
ولكن دهتنا النّائبات كما ترى
ففارق حسّون خميله باكيا !
أناديك يا ربعي وفي القلب غصّة
فليتك تدري كم أموت بدائيا
وأبكيك بالدّمع العزيز تشوّقا
وأعلم أنّ الدّمع ما كان شافيا !
شجون وذكرى واشتياق وغربة
وأنّات قلب كم هفا لك شاكيا
وتسهيد جفن واعتلال جوانح
وروح على النّيران تقضي اللّياليا
فيا لهف نفسي كيف ضاعت مباهجي
وضيّعت الأيّام ما كان غاليا؟
أحبّة قلبي ما سلوت عهودكم
ولا كنت في شرع المحبّة قاليا
أراكم بعيني رغم بعدي وغربتي
فأنتم نجوم كم أنارت سمائيا
ولكن دعتني للتغرّب حاجة
فودّعت عهدا للمحبّة هانيا !
سأرجع للرّبع الّذي قد ألفته
كما عاد طير للخميلة حانيا
أمرّغ وجهي في ثراه تشوّقا
وألثم من فرط الحنين الدواليا
سلاما أيا ربع الأحبّة في الحمى
فرغم اغترابي ما رأيتك نائيا!
البشير المشرقي/ تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يتم نشر التعليق بعد المراجعة