مواعيد مضت وغدت رمادا
وجفن ساهر ملّ السّهادا
وأزمنة لنا في الحبّ ولّت
وما أبقت لنا في الحبّ زادا
فيا ويح الجوانح كيف تهفو
ونار الشّوق تتّقد
اتّقادا؟
سلاما يا ديار الأنس إنّي
إليك ظمئت والتّشواق زادا
وما كنت المخيّر في اغترابي
ولا عن فيئك اخترت البعادا
دعتنا حاجة للبعد قسرا
فأذعنّا لرغبتها انقيادا
وأدمى البين أضلاعا تلظّت
وفيها البين قد قدح الزنادا
!
بكى قلبي المشوّق وبتّ أبكي
على عيش لنا في الأنس بادا
ولو خيّرت ما هاجرت يوما
ولا كان البعاد لنا مرادا
يغيّبني التغرّب عن بلاد
عشقنا الفيء فيها والوهادا
نسائمها إذا خطرت عطور
توافينا وتمتلك الفؤادا
فكيف تركتها ونسيت أنّي
بلا وطن، غدوت هنا جمادا
سلاما يا أحبّتنا بدوح
بعيد فيئه بالعطر جادا
حرام أن يحبّ القلب يوما
ويعشق بعدها أبدا بلادا
فلا عدمت جوانحنا شذاها
شذا الأوطان وافانا وعادا !
سأضرب ههنا شرقا وغربا
وأكتسح الصّحاري والنّجادا
عسى الرّحمان يفرج ما بقلبي
وبعد التّيه يلهمني الرشادا
فأرجع للدّيار وقد تهادت
بمرج الياسمين، كما تهادى!
البشير المشرقي/ تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يتم نشر التعليق بعد المراجعة