الأديبة كفاية عوجان/ الأردن |
رسائل
تحملها نوارس الروح من بحر إلى سماء استحال عليه الوصول لها مهما فزّ وعلا موجه...
ليته
يبوح وليتني أسمعه...
أريده أن يعلم ولا أريد أن أخبره بأنّ السّعادة هي تلك اللّحظات الّتي نختلسها من قلب الوقت والحياة لتكون لنا زادا
ونورا ...
لِمَ
نوصد نوافذ الفرح؟
لنكتشف
مدى الاختناق الّذي نحياه خلفها!
لِمَ
نطفئ ضوء أحلامنا؟
لنحيا في الظلام...
لِمَ
نلقِي مزيدا من الوقود على حطب أحزاننا؟
ليزيدنا
احتراقا؟
لِم...؟
ولِم...؟
أسئلة
لا تنتهي...
وأيّام
تدور بنا كرحى الطاحون تسحق بعض أمانينا وتترك بعضاً منها، وتبعثر الكتير منها
غبارا في الهواء...
تختفي
ملامحه وتتبعثر التفاصيل وتتلاشى بعد حين...
رغم
ذلك لا أجد أنّ شيئا منها قد ذهب سدى فقد امتلأت بها قلوبنا وأرواحنا وأيّامنا على
الدّوام...
تلك الكلمات الّتي أخطّها بمحبّة، بتهور، بألم، بشوق، بعتب أو تعب، ما هي إلاّ أمواج تحمل نار غضب تتفلّت من قلب
بحر هادر تمنّى لو أنّه يوماً غادر وتحرّر من عمقه ليغمر صحارِيَ
ضاقت بالعطش يرهقها اللّهيب...
كلّ
ليلة تملأ من ريق الندى أكواب رضىً وتنام.
نعم كثيرة هي الأمنيات وبعيدة بعيدة هي الأحلام...
لم يتمادَ يوماً خيالي المتواضع ساعياً لتحقيقها فما هي إلاّ شعاع من نور... أتشبّث بها تشبّث الصخر بالطحالب ليشعر بالحياة...
كفاية
عوجان: الأردن