الأديبة: كفاية عوجان/ الأردن |
أيّام
من عسل مُرّ
وباردة
تلك البيوت إن هرمت،
وحزينة
تلك الجدران، فقد سالت ألوان أصباغها من انهمار أدمع السماء عليها.
قاسية
هي الأيّام حين تختفي الشمس وراء الغيم كطفل صغير يرتعد من الخوف، تتخلّى عن جبروتها
تاركةً البرد يستبد بالأحياء.
هناك ...
في
أماكن لا تزورها الشمس، تبدو الأشياء صامتة يكسوها لون كالح، يعيش فيها أناس يعشقون
الصمت ويمعنون في الإنصات للضجيج، يفضلون العتمة ليضعوا النّور حيث يشاؤون ويطفئوه
متى أرادوا... يعيشون عالمهم القاتم البارد
دون زيف أو رتوش.
يأنسون
بهدوء المقابر، نزعوا عن وجوههم تلك الابتسامة
الزائفة... كسروا المرايا، ولبسوا الألوان الزاهية رغم أنّهم يعشقون الأسود.
تعبوا
من مشاعر باهتة وأحضان باردة.
في
عيونهم نظرة يصعب تفسيرها، تحسبها القسوة فيما هي قهر دفين أو ربّما حزن سجين.
مثل
ظلٍّ يتجوّلون في الشّوارع دون هدف، يهيمون على وجوههم ويبتهجون بقتامة الغيم ودمع
السماء. يتنفّسون الهواء البارد. وفجأة وبلا
أيِّ سبب يبتسمون للوحدة وللذّكريات وللأحلام.
قاسية هي الأيّام حين تكون طويلة... فارغة لا يملأها سوى الحنين.
كفايةعوجان / الأردن