عبد المجيد يوسف/ تونس |
أطرد النّهار أيضا
أيها النهار صاحب الشمس خازن النار
تخرجها قسرا من الماء
ولمّا تغتسلْ من غلمة الليل
تخرجها نضّاحة عارية
تسكب عليها من ضوئك المذاب
تحقن في شريانها النار
وتركلها برجلك وراء جبال الشمال
أنا لا أحبك أيها النهار
أتحسب أنك تفتنني بإذابة الدّيجور وطمر النجمات؟
أتظن أنك تفزعني بإلقاء شواظ على مسرب في البحر
يحرق المراكب ويمتد حتى يلسع قدميّ على الرمل؟
أتحسب أنك تفتنني بتلوين السّمكات ببريق اللجين
وهن يتلاعبن على ظهر موجة؟
لا أحبك أيها النهار
لأنك تعرّي الحقيقة وتطرد الأحلام
وحين يشتدّ أمرك أيها النهار
وتتطاول على السّرو
وعلى الصفصاف
تقلّص الظل وتختزل الكائنات.
الغزلان في الفيافي...والخرفان في المراعي
والنساء العاملات في الحصاد ... ماذا تفعل بهنّ أيها
النهار
والشعراء ... تفسد عزلتهم بما تنثر حولهم من غثاء الكلام
حوّل شمسك الباهرة عني أيها النهار
يكفيني قمر شاحب أعشى
لتبصرني الكائنات.
عبد المجيد يوسف/ تونس