الاثنين، 15 نوفمبر 2021

أطرد العيد، عبد المجيد يوسف/ تونس

عبد المجيد يوسف/ تونس

أطرد العيد

هذا الصباح... صباح العيد

والبيت في عمق السكون

استيقظت على طرقتين...

لم أتبيّن مصدرهما... لعله الباب

لا... لم تكن الريح

ففي هذا الفصل هي تخبّئ أنفاسها

بين أعواد القصب

لموسم الخريف،

ولم يكن الموت

فاليوم عيد، وهو يرسل أعوانه بعيدا

عن هذا الحي الهادئ النظيف

يركّز كلّ شغله

على الأحياء الفقيرة حيث تتكدّس القمامة

ويرتع البعوض

وعلى المستشفيات فاقدة الأوكسجين

ولا بدّ من تنظيم الطوابير

واستقبال الموتى وفحص جوازاتهم وتنظيم عبورهم

وإلا فأين يذهبون؟

من الطارق إذن؟

آه ! إنه الجزّار إبراهيم

-عيدك سعيد أيها الجار

 هل جهّزت الخروف؟

-عذرا أيّها الجزار،

ليس لي ما أجزُر هذا الصباح

ربما أخطأت أنت الآخر الطريق

بقميصك الأبيض النّظيف

وعدتك المثيرة للبروق

ولا أتوقّع  لك وظيفة في هذا الحي

 لم أسمع ثغاءً في الشّرفات

ولم أر فرثا في الطريق

سر حينئذ إلى المستشفيات

فأنت ولا شك خبير بشؤون الرّوح

كن عونا هناك لعزرائيل

حتى لا يطول انتظار الواقفين

على عتبات السّماء.

عبد المجيد يوسف/ تونس

الاثنين، 8 نوفمبر 2021

أطرُدُ الليل، عبد المجيد يوسف تونس

عبد المجيد يوسف/ تونس

أطرُدُ الليل

خذ أيها الليل متعلقاتك كلّها

وارحلْ.

 ارفع أغراضك التي تركتها منذ غسق الأمس

 والبشائر الكاذبة التي جئت بها

 وذلك الحلم الخلُّب الذي تركته عالقا بجدار الغرفة

فامتدّت جذوره تحت الوسادة مثل حجر ناتئ.

خذ حتىّ أوهامك المبشّرة بفجر جديد

تلك الأوهام التي سرّبتها إلى قلبي يوم التقيتك، وزعمت أنك

صديق الشّعراء وحامي المجانين.

لكنّ الصّادقين من الشعراء يذكرونك بكلّ سوء

لأنك تسرّب إلى مخادعهم  غانية قبيحة تبات في عظامهم

لذا فأنت قوّاد سافل...

 وعليك أن تأخذ سلامك الذي وعدت به الرّوح وتركته قريبا لا تطاله اليد

ولا تنس سراجك الشّاحب الذي ينطفئ من نفَس نجمة

أمّا سماؤك، تلك التي قيل إنّها عروس من الزّنج،

فلا حاجة لي بالتّلصّص عليها من الثقوب السّوداء

 ولا رغبة لي في تملّي ما تنشر من أزرارها

على حبل من نور البدر  الممتقع

ولا رغبة لي في سرقة قلائد الجُمان المتدلّية على صدرها

تحت خط الاستواء

أنا لم أحبّك يوما منذ عشرات السّنين لأنك لم تكن يوما صادقا معي

وكذبتَ ألف مرة حين زعمت أنّك حامل الوحي

وحامل القناديل

وأن أفضل القصائد لم تكتب إلاّ برعايتك

وأنّك مصحّح لغويّ لكلّ ما يُنشئ الشعراء.

وأنك نسّاج كلّ ما يُحاك من الاستعارة.

فأنا لم أكتب في رعايتك إلا نصوصا ركيكة...باهتة

ولم أشكّل في حضورك إلا صورا فجة ممجوجة...

لذلك أيها الليل، أرجو ألا أرى معطفك الأزرق ثانية في هذه الغرفة.

عبد المجيد يوسف/ تونس

مرحبا بكم في مجالس الرّكن النيّر للإبداع

23-4-2020

Flag Counter

أصدقاء مجالس الرّكن النيّر

أبو أمين البجاوي إسماعيل هموني البشير المشرقي البو محفوظ العامريّة سعد الله الفاضل الكثيري أماني المبارك أميرة بن مبارك إيمان بن ابراهيم إيناس أصفري بدوي الجبل بسمة الصحراوي بشر شبيب جمال الدين بن خليفة جميلة القلعي جميلة بلطي عطوي حليمة بوعلاق خالد شوملي خير الدين الشابّي رائد محمد الحواري سعيدة باش طبجي سلوى البحري سليمان نحيلي سنيا مدوري سوف عبيد صابر الهزايمه صالح مورو صباح قدرية (صباح نور الصباح) صبيحة الوشتاتي صفيّة قم بن عبد الجليل عبد الأمير العبادي عبد الحكيم ربيعي عبد العزيز جويدة عبد الفتّاح الغربي عبد الله بن عيسى الموري عبد المجيد يوسف عدنان الغريري عزّ الدين الشّابّي عنان محروس غادة إبراهيم الحسيني فاطمة محمود سعدالله فردوس المذبوح فيروز يوسف فيصل الكردي كفاية عوجان لطفي السنوسي لطفي الشابّي لمياء العلوي لودي شمس الدّين ليلى الرحموني محمد القصاص محمّد الهادي الجزيري محمّد سلام جميعان محمّد صوالحة محمّد مامي محمّد مبروك برهومي محمد مبسوط مختار الماجري مراد الشابّي منى الفرجاني ميساء عوامرية ناصر رمضان ندى حطيط هندة السميراني وهيبة قويّة يوسف حسين