الشاعر: محمّد سلاّم جميعان/ الأردن |
مَرثاةُ الغريب
خُذْني مَعَكْ
ما عادَ في القَدَميْنِ حَيْلٌ
كي تَسيرَ وتَتْبَعَكْ
شَيَّعتُ أقمارَ الثَّواني كُلَّها
وسَكبْتُ كأسَ العمرِ
حينَ العُمْرُ
في حَلْقِ المَنيَّةِ واغترابِ الدّارِ
سَهْواً شَيَّعكْ.
ماذا سَأجْني لو هزَزْتُ عليكَ أبوابَ التُّرابِ...
ندَهْتُ أشواقَ الصَّباحِ لِتجمَعَكْ !؟
حَسْبِي خيالاتي الكَسيحاتُ
الـ تُساهرُ وحْدَتي
وتَبوحُ لي ما قالَ عَزّافُ الأَسى
عن سُهدِكَ المَحمومِ
مِنْ وَجَعٍ ضَريرِ لَوَّعَكْ
عن كِلْمةٍ مَرَّتْ على بالِ النُّجومِ
فوشوَشَتْ آفاقُها دَمْعَ الغُيومِ
لِكيْ تنوحَ وتَسمَعَكْ.
وَحْدي
ويَجثو اللَّيلُ تحتَ أضالِعي
ويَهبُّ شيءٌ داخِلي يَغلي
لِيَغْسِلَ أدْمُعَكْ.
قدْ كنتَ باباً للحياةِ
وللنَّدى
وغَدَتْ عليكَ بخيلةً هذي الحياةُ
ورِيقُها يَمتصُّ ذاكرة الهواءِ
وتحتسي أنفاسَكَ الخَجْلى
وتَسرِقُ مطلعَكْ.
تَحكي، وتَندَهُ ثُمَّ يَشربُكَ الصَّدى
والرِّيحُ تَطْحنُ في العشايا
أضْلُعَك.ْ
عُدْ لو قليلاً... نِصفَ ثانيةٍ
لِتقولَ للموتِ الَّذي شَلَعَ القُلوبَ:
يا مَوْتُ مُتْ
وارْفَعْ عن الدُّنيا الجَميلةِ إصْبَعَكْ.
محمّد جميعان/ الأردن
٢٣/٢/٢٠٢٠