رسم على أعتاب الغياب
كم
رسمت عينيك نجمتين
أغري
بهما اللّيل
أوقظ
بهما عصافير الفجر
لتعاقر
قطرات النّدى
أسافر
فيهما
على
سهل الكلمات
فتنساب
الحروف
كالأيائل
تعبر الصّحراء
كالغيمات
ترفل في السّماء
كم
استعرت أنا مالك
لأشيد
قصرا من الأحلام
أغزل
من قلادات الثلج المنثورة
مصباحا
يبذر النّور
ينثر
الضّياء
أغازل
الياسمين
أصنع
لك عطرا
غير
أنّ الرّبيع تأخّر
والادأمنيات
ظلّت حبيسة
الشّفتين
كيف
أواري خذلان الحبّ
كيف
أقاوم صهيل صوتك في أذني
كيف
أتحرّر من قيود
باتت
تغزوني
وأرتّب
فوضاي
وحدي
أحصي خيباتي
وذكرياتك
كلّ حصادي
خذ
كلّ حروف الأبجديّة
خذ
كلّ قصائدي
خذ
كلّ عباراتي
سوف
تزهر في غيابك حياتي
من
أنت لتسرق بسماتي؟
ما
كنت إلّا ضوءًا
طواه
الظّلام
وكما
رسمتك سأمحو ذلك الرّسم
سأحمل
كلماتي
مشاعري
آهاتي
أهديها
إلى الرّيح
وأستفيق
من سباتي.
جميلة
القلعي/ تونس