حنين، البشير المشرقي/ تونس

حنين

 

الشاعر: البشير المشرقي/ تونس

جفاني النّوم، هل مثلي ينام؟

ونار الشّوق في قلبي ضرام؟

تركت أحبّتي وتركت دوحي

على أفياء دوحتنا السّلام !

كأنّي ما تركت هنا عطوري

وما غنيت حين شدا الحمام

ولم تجر الرّياح ولم تصبني

ولم يهطل على فيئي الغمام

وما لاحت نجومي طول ليلي

ولا صدح الهزار المستهام

أنا وحدي هنا واللّيل حولي

وأسئلة على شفتي ركام

أطير إليك يا دوحي ولكن

أنا الطّير المعذّب والمضام

فلا تعجب إذا عجزت جناحي

ولا تعتب فمثلي لا يلام !

ألم أك فيك يا دوحي هزارا

يغرّد قد تملّكه الهيام؟

على فنن الحنين شدا طويلا

ورفرف في جوانحه الغرام

فما لي اليوم إن ناداك قلبي

تجمّد بين أوردتي الكلام؟

كأنّي ما عرفتك ذات عشق

ولا غنّى على غصني اليمام

سأبقى عاشقا ما دقّ قلبي

وترويني الصّبابة لا المدام

أنا وحدي ولكن لست وحدي

فأنت معي... سيجمعنا المقام !

 البشير المشرقي/ تونس

الوَلَدُ الحَرْدان، الشاعر محمّد سلام جميعان/ الأردن

 الوَلَدُ الحَرْدان

 

الشاعر: محمّد جميعان/ الأردن

كلُّ الـــــ مرّوا من جانبِهِ قالوا:

لا نعرفُهُ

حتّى البِنْتُ الأمّورةُ أُمُّ الشَّامةِ قالتْ:

ولَدٌ مسخوطٌ

جاءَ بِهِ بُرْجُ السَّرطانْ.

كانتْ تعرفُ أنَّ لَهُ قَلْباً أطيبَ

مِنْ عُودِ الرَّيْحانْ

تعرفُ كيفَ يُحبُّ القهوةَ

أو في أيِّ مساءٍ ينشطِرُ

إذا سَئِمَ الفنجانْ.

عَفْواً، طَوَّلتُ عليِكِ، يقولُ لها،

ويصيحُ:

تَشْلَعُني فيروزٌ حينَ تُغنّي

عنْ "حنّا السَّكرانْ"

لا أحدَ يحنُّ عليَّ سِوايَ إذا

عصَفَتْني الرِّيحُ

وأسْأَمَني صمْتُ الجُدرانْ.

كلُّ الـــــ مرّوا من جانبهِ

قالوا: لا نعرِفُهُ

لا أحدٌ إلّا شيخُ المَسجِدِ يَجْبُرُ خاطِرَهُ

ويَحِنُّ على الولدِ الحَرْدانْ

كانَ يُعوِّذُهُ بثلاثٍ من آيِ الذِّكْرِ

وَيَمْنَحُهُ ضُوءَ العِرْفانْ

لكنَّ الوَلدَ الدّاشرَ في الحاراتِ

وتحتَ ظِلالِ الحيطانْ

تَعْزِفُهُ نارُ الشِّعْرِ

فَيَهْرُبُ في نايِ الرُّعيانْ.

محمّد جميعان/ الأردن