حنين
وطني
سأبقى في الحنين فريدا
مهما
نأيت وصرت عنك بعيدا
ما
حال أشجار الصّنوبر في
الحمى
والطّير
حلّق فوقها غِرّيدا؟
وحدائق
النّسرين هل من نسمة
منها
تجدّد عمرنا تجديدا؟
يا
أيّها الدّوح الجميل تحيّة
ريّانة
ماجت هوى ونشيدا
يهديكها
القلب المعذّب في النّوى
سكب
الحنين مواجعا وقصيدا
كنت
الهزار مغرّدا في أيكه
واليوم
أقضي ليلتي تسهيدا
من
للجوانح إن هفت مشتاقة
والبين سدّد سهمه تسديدا؟
يا
قلب مهلا لست أوّل عاشق
قد
جرّب الأحزان والتّنكيدا
كم
من غريب قبل نأيك قد غدا
يقضي
اللّيالي ساهرا ووحيدا
هوّن
عليك فكلّ ليل ينقضي
والصّبح
يطلع في البطاح جديدا !
لهفي
على الأيّام كيف قضيتها
وغدوت
في هذي الشّعاب طريدا؟
أعدو
وراء الوقت وحدي هائما
وأبيت
مهموم الفؤاد شريدا
أهفو
إلى الأوطان من خلف النّوى
وأرى
الدّيار وفيئها المعهودا
وأرى
النّخيل يميس إن هبّت صَبا
والطّير
ينشد في الغصون عميدا
أبكي
على الأيّام كيف أضعتها
وتركت
دوحا كنت فيه سعيدا !
هل
عودة للدّوح بعد تغرّب
تحيي
الشّتات وتبطل التّهديدا؟
وإذا
هلكت وكلّ حيّ هالك
فأنا
المتيّم قد أموت شهيدا!
البشير
المشرقي/ تونس