هكذا اللّيلُ…
الشاعر: صابر الهزايمه/ الأردن |
هكذا
اللّيلُ…
يُشرِعُ
للذّكريات نوافِذَهُ،
بينَ
حينٍ وحينْ...
ينسِّلُها
كالخيوطِ على مَهلِه،
كيف
شاءَ ويوقِظُ فيها السّنين...
كُلّما
ضاقت الأرضُ من تحتِنا،
يتماهى
بخيباتِنا لوحةً في الجدارِ،
ويكتبُ
أسفَلَها، لوحةُ الخائبينْ...
مرّةً
يتطايرُ من شررِ النائباتِ،
بما
عَضّنا الدّهرُ،
...
نابانِ للدهر،
أوراقُهُ
اليابِساتُ بنا...
وتحسُّرُ
أرواحِنا وهي تغرقُ، نازِفَةً في وجوهِ أحِبَّتِها الرّاحلين...
مرّةً
بالفصول الّتي ظَمِئَتْ،
بالزّهورِ
الّتي ذَبُلَتْ، بسياطِ عذاباتِنا...
ما
تزال على عهدِها، كالسّهامِ تُثقّبُ أكبادَنا،
ثُمَّ
تزرعُها بالأنينْ...
بِسَماءٍ
مُفَخَّخَةٍ بالغيابِ،
ومطفأةٍ
بالخطايا،
تمادت
بنا،
كلّما
اشتبكَتْ خفقَةٌ بالفؤادِ،
وذِئبَ
الترابِ،
أعَدَّ
لنا الذئبُ في ثِقَةٍ،
قبرَنا
في الترابِ،
مَهيناً
مهينْ...
هكذا
اللّيلُ
طاردنا جيشُهُ خائفين،
طاردنا جيشُهُ خائفين،
وأمطرنا
بالجنونِ،
وعلّقَ
نصفَ مواقيتنِا بالمآتمِ
لمّا
رَمتْنا الطّيورُ الأبابيلُ واحتلّنا غافلينَ،
وَمَوْسَقَ
ألحانَهُ من مقامٍ،
حَزينٍ
حَزينْ...
صابر
الهزايمه/ الأردن