الشاعر: بشر شبيب/ سوريا
"الاتهام"
الحمدُ
للَّه، فما في بيتنا تلفاز
وجهازُ
بثِّ النتِ يا عزيزتي
منذ
بدايةِ الأسبوعِ قد تعطّل
وانكسرَ
الجهاز...
ما
عادَ صوتُ القائدِ الرنّانِ
يصدحُ
في نشاز
يلقي
علينا خطبةً في الصّبحِ
وأخرى
في المساءِ قبلَ النومِ
وفي
المنام...
يسردُ
الإنجاز...
ما
عدتُ أسمعُ من مذيعِيهِ
عن
فتوحاته... ولا إعجازه
وكيف
قد جعلَ اقتصادنا
يطيرُ
كالحمام...
وبلادَنا
تمشي بلا عكّاز
الحمدُ
للَّه، فما في بيتنا
إلاّ
موسيقى الجاز
وبعضُ
أوراقي وزيتِ الكاز
وكتابُ
"ألف ليلةٍ وليلة"
وللفرارِ
صورةٌ شخصيّةٌ وجواز.
وفي
خِضَمِّ فرحتي
فُجاءَةً...
قد زارني - البوليس -
وزجّ
بي في السجنِ
لأنّني
لم أستمع
منذ
أيّامٍ إلى الرئيس
ولأنّني
قد عشتُ أسبوعاً
بلا
استفزاز...
الحمد
للَّه يا عزيزتي،
أنْ
لم يكن في سجننا تلفاز
فكلُّ
آلامِ السياطِ... كلّها
أمامَ
صوتِ القائدِ تبقى مجاز.
بشر
شبيب/ سوريا