الأستاذ: عدنان الغريري/ العراق |
العنف العاطفي
الحبّ نعمة
عظيمة أودعها الله في قلب بني آدم (ع) فهم ينجذبون إلى من يشابههم في الميول
والطباع ولا نعلم ما هذه القوّة الخفية التي تجعل الإنسان مملوكا لإنسان أخر
مشدودا له بكلّ ما يملك من حس وشعور يكاد يسيطر عليه بالكامل حتى لو لم يكن موجودا
معه.
الحبّ حاجة
روحية ثم تتطور لتكون حاجه روحية وجسدية لتتوحّد. والحاجة الروحية هي الشعور بالأمان
والراحة النفسية مع الطرف الأخر وإيجاد الذات المفقودة إلى درجة يعيش المرء في روح
الآخر ويسبح في فضائه.
الحبّ مقدس،
حقيقة سامية في النفس البشرية محجوبة في الطاقة الروحية الساكنة.
إنّ النفس
تعاني من هيمنة الألم وصفعة الخيبات والمكابرة من خلال التواصل الخاطئ وهيمنة سحر الماديات
والتعالي والجحود بالأفعال والقساوة بالأقوال فيضمحلّ الحبّ الحقيقي بمراقبة العقل
فيتحوّل إلى كراهية بغيرة التملك والشك فيحدث العنف العاطفي والنفسي والجسدي في
النفس البشرية إلى حدّ نكران وتشويه هذه النعمة الربانية والاستخفاف بنورها الذي
يطفئ نار جهنم لأنّ بقية الألم من الماضي تقوّي قوة اللحظة في الحاضر فتسهم في
تدمير كلّ الجمال والجميل في العلاقات الإنسانية والمجتمعية.
بقلم
الأستاذ: عدنان الغريري/ العراق