الشاعر: البشير المشرقي/ تونس |
أشواق وذكريات
سدّد
سهامك نحوي، هذه كبدي
فلن
تصيب سوى روح بلا جسد !
يا
دهر، ماذا أرجي بعدما نضبت
خمائل
كنت قد أبقيتها لغدي؟
ودعت
دنيا الهوى والوجد من زمن
ومن
قوافل أشواقي نفضت يدي
وسرت
وحدي، خطاي الآن مثقلة
مشتّت
الفكر بين اليأس والجلد
هيهات
ترجع أيّامي فقد رحلت
وخلّفتني
لدنيا الحزن والنّكد
كأنّني
لم أغنّ في خمائلها
نشوان
مفتتنا كالطائر الغرد !
هل
يا ترى تمسح الأيّام دمعتنا
ويصدح
الطير مشتاقا بلا عقد
ويطلع
الفجر والأنوار ساطعة
ويكبر
الحلم في فكري وفي خلدي
ويرحل
اللّيل كم طالت دقائقه !
ويرجع
العمر بي للصّحب والبلد
يا
ليتني لم أفارق فيأهم أبدا
ولا
تركت ديار الأنس والرّغد
سأحمل
الشوق، في الأحشاء أحمله
حتّى
يموج السّنا في كلّ محتشد
وقد
تراموا كأطيار محلّقة
على
غصوني، تناغيني إلى الأبد
طال
الغياب ولم أظفر بضمّتهم
قلبي
حزين وأفراحي بلا مدد!
البشير
المشرقي/ تونس