غربة وشوق
يا
ربع أهلي وأحبابي وخلّاني
كم
فيك طابت سويعاتي وأزماني
قضيت
فيك زماني الحلو في رغد
مثل
الهزار تغنّى بين أفنان
واليوم
أبكيك والأشواق عاتية
كأنّما
النّار في قلبي ووجداني !
أين
المجالس بالسمّار عامرة
تجمعوا
مثل أطيار بتحنان
دارت
عليهم كؤوس الحبّ مترعة
فما
أفاقوا على غمّ وأشجان
أين
الحدائق بالأنداء عابقة
هبّت
عليها الصّبا في فجر نيسان؟
أين
الجداول؟! أين الفيء ظلّلنا؟!
أين
الحساسين غنت فوق أغصان؟!
كانت
صباحاتنا بالعطر عابقة
واليوم
جفّ الشّذا في دوحنا الحاني
سقيا
لأرض غفونا في خمائلها
نأت
بعيدا وخلّتني لأحزاني
نأي الأحبّة
لا ذقتم مرارته
ولا
عدمتم حياة بين إخوان !
هذي
النّوى لم تزل تقسو على كبدي
البين
حيّرني والبعد أبكاني
ما
كنت أرحل عن ربعي وعن سكني
لكنّه
الحظّ قد أودى بألواني
أبكيك
يا ربع أم أبكي على زمن
حلو
تقضّى وعيش بين أوطان؟
هل
يرجع الصّفو والأقدار تجمعنا
ويصدح
الطّير مفتونا بألحان؟
ويزهر
العمر بعد الجدب ثانية
كأنّما
البين لم يعصف بأركاني؟
وتطلع
الشّمس في الآفاق ساطعة
ويبسم
الفجر، فالتّسهيد أضناني
ويكبر
الحلم في الأجفان نحمله
ويهطل
العطر في روضي وبستاني؟
غدا
نعود ويشفى القلب من كمد
يا
ريح هبّي وزفّيها لخلاني!
البشير
المشرقي/ تونس